الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (87)

قوله : { سَيَقُولُونَ اللَّهُ } : قرأ أبو عمرو " سيقولون اللهُ " في الأخيرتين من غير لامِ جَرّ ، رَفَعَ الجلالةَ ، جواباً على اللفظِ لقولِه " مَنْ " [ مِنْ ] قولِه : " سيقولون اللهُ ، قل : أفلا تَتَّقون " " سيقولون اللهُ ، قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرون " لأنَّ المسؤولَ به مرفوعٌ المحلِّ وهو " مَنْ " فجاء جوابُه مرفوعاً مطابقاً له لفظاً ، وكذلك رُسِمَ الموضعان في مصاحفِ البَصرة . والباقون " لله " في الموضعين باللام ، وهو جوابٌ على المعنى ؛ لأنَّه لا فَرْقَ بين قولِه " مَنْ ربُّ السماوات " وبين قولِه " لِمَنِ السماوات " . ولا بينَ قولِه " مَنْ بيده " ولا " لِمَنْ له " إلاَّ جارُّه . وهذا كقولِك : مَنْ ربُّ هذه الدار ؟ فيقال : زيدٌ . وإن شِئْتَ : لزيدٍ ؛ لأنَّ السؤالَ لا فرقَ فيه بين أن يقال : لِمَنْ هذه الدارُ ، ومَنْ ربُّها ؟ واللامُ مرسومةٌ في مصاحفهم فوافقَ كلٌ مُصْحَفَه ، ولم يُخْتَلَفْ في الأول أنه " لله " لأنه مرسومٌ باللام . وجاء الجوابُ باللامِ كما في السؤال . ولو حُذِفَتْ من الجواب لجاز ؛ لأنه لا فرقَ بين " لِمَن الأرضُ " و " مَنْ رَبُّ الأرض " إلاَّ أنَّه لم يَقْرَأْ به أحدٌ .