اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (87)

قوله : { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } قرأ أبو عمرو «سَيُقُولونَ اللَّهُ » في الأخيرتين{[33257]} من غير لام جر ، ورفع الجلالة{[33258]} جواباً على اللفظ لقوله «مَنْ » قوله : { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ . سَيَقُولُونَ الِلَّهِ قُلْ فأنى تُسْحَرُونَ } ، لأنّ المسؤول به مرفوع المحل وهو «مَنْ » فجاء جوابه مرفوعاً مطابقاً له لفظاً ، وكذلك رُسِم الموضعان{[33259]} في مصاحف البصرة بالألف{[33260]} .

والباقون : «لِلَّهِ » في الموضعين باللام{[33261]} وهو جواب على المعنى{[33262]} ؛ لأنه لا فرق بين قوله : { مَن رَّبُّ السماوات } وبين قوله : لِمَن{[33263]} السَّمَوات ، ولا{[33264]} بين قوله : «مَنْ بِيَدِهِ » ولا لمن له الإحسان ، وهذا كقولك : مَنْ رَبّ هذه الدار ؟ فيقال : زيدٌ ، وإن شئت لزيدٍ ، لأنّ قولك : من ربُّه ؟ ولمن هو ؟ في معنى واحد ، لأنّ السؤال لا فرق فيه بين أن يقال : لمن هذه الدار ؟ ومن ربُّها ؟ واللام{[33265]} مرسومة في مصاحفهم فوافق كل مصحفه .

ولم يختلف في الأول أنه «لِلَّهِ » ، لأنه مرسوم باللام وجاء الجواب باللام كما في السؤال{[33266]} ولو حذفت من الجواب لجاز ، لأنه لا فرق بين : «لِمَنِ الأَرْضُ » ومَنْ رَبّ الأرض ، إلا أنه لم يقرأ به أحد .


[33257]:في ب: الأخيرين.
[33258]:السبعة (447)، الحجة لابن خالويه(258)، الكشف 2/130، النشر 2/329، الإتحاف (321).
[33259]:في ب: الموضعين.
[33260]:انظر الكشف 2/130، البيان 2/187 – 188، التبيان 2/960.
[33261]:السبعة (447)، الحجة لابن خالويه (258)، الكشف 2/130، النشر 2/329، الإتحاف (320).
[33262]:انظر الكشف 2/130، البيان 2/187 – 188 التبيان 2/960.
[33263]:في ب: لمن في.
[33264]:لا: سقط من ب.
[33265]:في ب: واللام من.
[33266]:والجواب مطابق للسؤال في اللفظ والمعنى. التبيان 2/959.