بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (87)

{ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } ، وكلهم قرؤوا الأول بغير ألف ، وأما الآخر فإن كلهم قرؤوا بغير ألف غير أبي عمرو ، فإنه قرأ الله ؛ والباقون لله . قال أبو عبيد : وجدت في مصحف الإمام كلها بغير ألف . قال : وحدثني عاصم الجحدري أن أول من قرأ هاتين الألفين نصر بن عاصم الليثي . فأما من قرأ { الله } ، فهو ظاهر لأنه جواب السائل عما يسأل ، ومن قرأ { لِلَّهِ } ، فله مخرج في العربية سهل ، وهو ما حكى الكسائي عن العرب أنه يقال للرجل : من رب هذه الدار ؟ فيقول : لفلان ، يعني : هي لفلان . والمعنى في ذلك أنه إذا قيل : من صاحب هذه الدار ؟ فكأنه يقول : لمن هذه الدار . وإذا قال المجيب : هي لفلان أو قال : فلان ، فهو جائز ولو كان الأول { الله } ، لكان يجوز في اللغة ، ولكنه لم يقرأ والاختلاف في الآخرين .

ثم قال : { قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } عبادة غير الله تعالى ، فتوحدوه .