الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعٗا} (20)

قوله : { جَزُوعاً } : و " مَنوعاً " فيهما ثلاثةُ أوجهٍ ، أحدُها : أنهما منصوبان على الحال من الضمير في " هلُوعا " وهو العاملُ فيهما ، والتقدير : هَلُوعاً حالَ كونِه جَزُوعاً وقتَ مَسِّ الشرِّ ، ومنوعاً وقتَ مسِّ الخيرِ . والظرفان معمولان لهاتَيْنِ الحالَيْنِ . وعَبَّر أبو البقاء عن هذا الوجهِ بعبارةٍ مُوْهِمَةٍ . وهو يريدُ ما ذكَرْتُه فقال : " جَزوعاً حالٌ أخرى ، والعاملُ فيها هَلُوعا " . فقولُه : " أخرى " يُوهم أنها حالٌ ثانية وليسَتْ متداخِلَةً ، لولا قولُه : " والعاملُ فيها هَلُوعا " . الثاني : أَنْ يكونا خبَرَيْن ل كان أو صار مضمرةً ، أي : إذا مَسَّه الشرُّ كان أو صار جزوعا .