الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قُمۡ فَأَنذِرۡ} (2)

قوله : { قُمْ } : إمَّا أَنْ يكونَ من القيامِ المعهودِ ، وإمَّا مِنْ قام بمعنى : الأَخْذِ في القيام ، كقولِه :

فقام يَذُوْدُ الناسَ عنها بسَيْفِه *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وقول الآخر :

على ما قام يَشْتِمُني لَئيمٌ *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في أحدِ القولَيْنِ . والقولُ الآخرَ : أن " قام " مزيدةٌ وفي جَعْلِها بمعنى الأخذ في القيامِ نظرٌ ؛ لأنه حينئذٍ يَصيرُ مِنْ أخوات " عَسَى " فلا بُدَّ له مِنْ خبرٍ يكونُ فعلاً مضارعاً مجرَّداً مِنْ " أَنْ " .

قوله : { فَأَنذِرْ } مفعولُه محذوفٌ . أي : أنذِرْ قومَك عذابَ اللَّهِ . والأحسنُ أَنْ لا يُقَدَّرَ له مفعولٌ أي : أَوْقعْ الإِنذارَ .