أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا} (71)

شرح الكلمات :

{ يصلح لكم أعمالكم } : أي الدينيَّة والدنيوية إذْ على الصدق والموافقة للشرع نجاح الأعمال والفوز بثمارها .

{ فقد فاز فوزاً عظيماً } : أي نال غاية مطلوبة وهو النجاة من النار ودخول الجنة .

المعنى :

/د70

ثم أخبرهم مبشراً إِياهم بقوله : { ومن يطع الله ورسوله } في الأمر والنهي فقد فاز فوزاً عظيماً وهي سعادة الدارين : النجاة من كل مخوف والظفر بكل محبوب مرغوب ومن ذلك النجاة من النار ودخول الجنة . هذا ما تضمنه قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما } .

الهداية :

من الهداية :

- صلاح الأعمال لتثمر للعاملين الزكاة للنفس ، وطيب الحياة متوقف على التزام الصدق في القول والعمل وهو القول السديد المنافي للكذب والانحراف في القول والعمل .

- طاعة الله ورسوله سبيل الفوز والفلاح في الدارين .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا} (71)

{ يصلح لكم أعمالكم } أي بأن يدخلكم في العمل الصالح وأنتم لا تعلمون ما ينبغي من كيفيته فيبصركم بها شيئاً فشيئاً ويوفقكم {[56157]}للعمل{[56158]} بما جلاه لكم حتى تكونوا على أتم وجه وأعظمه وأرضاه وأقومه ببركة{[56159]} قولكم الحق على الوجه الحسن الجميل .

ولما كان الإنسان وإن اجتهد مقصراً ، قال مشيراً إلى ذلك حتى لا يزال معترفاً بالعجز : { ويغفر لكم ذنوبكم } أي يمحوها عيناً وأثراً فلا يعاقب عليها ولا يعاتب ، ولما كان ربما توهم أن هذا خاص بمن آمن ، وأن تجديد الإيمان غير نافع ، أزال هذا الوهم بقوله : { ومن يطع الله } أي الذي لا أعظم منه { ورسوله } أي{[56160]} الذي عظمته من عظمته بأن يجدد لها{[56161]} الطاعة بالإيمان وثمراته في كل وقت ، فيكون مؤدياً للأمانة إلى أهلها { فقد فاز } وأكد ذلك بقوله : { فوزاً عظيماً * } أي ظفراً بجميع مراداته في الدنيا والآخرة .


[56157]:في ظ وم ومد: لعمل ما.
[56158]:في ظ وم ومد: لعمل ما.
[56159]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: يتركه.
[56160]:سقط من ظ.
[56161]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: لهم.