أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ سُلَّمٞ يَسۡتَمِعُونَ فِيهِۖ فَلۡيَأۡتِ مُسۡتَمِعُهُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (38)

شرح الكلمات :

{ أم لهم سلم يستمعون فيه } : أي ألهم مرقىً إلى السماء يرقون فيه فيسمعون كلام الملائكة فيأتون به ويعارضون الرسول في كلامه .

{ فليأتوا بسلطان مبين } : أي بحجة بينة تدل على صدقه وليس لهم في ذلك كله شيء .

المعنى :

وقوله تعالى : { أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطانٍ مبين } أي ألهم مرقى يرقون فيه إلى السماء فيستمعون الى الملائكة فيسمعون منهم ما يمكنهم أن ينازعوا فيه رسولنا محمداً صلى الله عليه وسلم مستمعهم بحجة واضحة ظاهرة على دعواه ومن أين له ذلك وقد حجبت الشياطين عن ذلك فكيف بغير الجن والشياطين .

/ذ39

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ سُلَّمٞ يَسۡتَمِعُونَ فِيهِۖ فَلۡيَأۡتِ مُسۡتَمِعُهُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (38)

قوله تعالى : " أم لهم سلم " أي أيدعون أن لهم مرتقى إلى السماء ومصعدا وسببا " يستمعون فيه " أي عليه الأخبار ويصلون به إلى علم الغيب ، كما يصل إليه محمد صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي . " فليأت مستمعهم بسلطان مبين " أي بحجة بينة أن هذا الذي هم عليه حق . والسلم واحد السلالم التي يرتقى عليها . وربما سمي الغرز بذلك ، قال أبو الرُّبَيْس الثعلبي يصف ناقته :

مُطَارَةٌ قَلْبٍ إن ثَنَى الرِّجْلَ ربُّها *** بِسُلَّمِ غَرْزٍ في مُنَاخٍ يعاجله

وقال زهير :

ومن هاب أسباب المنية يَلْقَهَا{[14317]} *** ولو رام أسباب السماء بسلم

وقال آخر :

تَجَنَّيْتِ لي ذنبا وما إن جَنَيْتُه *** لتتخذي عُذْراً إلى الهَجْرِ سُلمَا

وقال ابن مقبل في الجمع :

لا تُحْرِزُ المرءَ أَحْجَاءُ البلاد ولا *** يُبْنَى له في السموات السَّلاَلِيمُ

الأحجاء النواحي مثل الأرجاء واحدها حجا ورجا مقصور . ويروى : أعناء البلاد ، والأعناء أيضا الجوانب والنواحي واحدها عِنو بالكسر . وقال ابن الأعرابي : واحدها عناً مقصور . وجاءنا أعناء من الناس واحدهم عنو بالكسر ، وهم قوم من قبائل شتى . " يستمعون فيه " أي عليه ، كقوله تعالى : " في جذوع النخل{[14318]} " [ طه : 71 ] أي عليها ، قال الأخفش . وقال أبو عبيدة : يستمعون به . وقال الزجاج : أي ألهم كجبريل الذي يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي .


[14317]:ويروى: *ومن هاب أسباب المنايا ينله* وهي الرواية المشهورة.
[14318]:راجع جـ 11 ص 224.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ سُلَّمٞ يَسۡتَمِعُونَ فِيهِۖ فَلۡيَأۡتِ مُسۡتَمِعُهُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (38)

قوله : { أم لهم سلّم يستمعون فيه } يعني أم لهم مرقاة أو مصعد يرتقون فيه فيستمعون عليه أخبار الوحي والسماء { فليأت مستمعهم بسلطان مبين } يعني فليأت من يزعم منهم أنه يستمع أخبار الوحي والسماء ، بحجة أو برهان يبين صدق ما يزعم .