أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (8)

شرح الكلمات :

{ شاهدا ومبشرا ونذيرا } : أي شاهدا على أمتك أُمة الدعوة يوم القيامة ومبشراً من آمن منهم وعمل صالحا بالجنة ونذيراً من كفر أو عصى وفسق بالنار .

المعنى :

ما زال السياق الكريم في بيان ما أنعم الله تعالى به على رسوله فقال تعالى { إنا أرسلناك شاهداً } لله تعالى بالوحدانية والكمال المطلق له عز وجل وشاهداً على هذه الأمة التي أرسلت فيها وإليها عربها وعجمها ومبشراً لأهل الإِيمان والتقوى بالجنة ونذيراً لأهل الكفر والمعاصي أي مخوفاً لهم من عذاب الله يوم القيامة .

الهداية :

من الهداية :

- تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم والإِعلان عن شرفه وعلو مقامه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (8)

{ 8-9 } { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا }

أي : { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ } أيها الرسول الكريم { شَاهِدًا } لأمتك بما فعلوه من خير وشر ، وشاهدا على المقالات والمسائل ، حقها وباطلها ، وشاهدا لله تعالى بالوحدانية والانفراد بالكمال من كل وجه ، { وَمُبَشِّرًا } من أطاعك وأطاع الله بالثواب الدنيوي والديني والأخروي ، ومنذرا من عصى الله بالعقاب العاجل والآجل ، ومن تمام البشارة والنذارة ، بيان الأعمال والأخلاق التي يبشر بها وينذر ، فهو المبين للخير والشر ، والسعادة والشقاوة ، والحق من الباطل .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (8)

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (8)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{إنا أرسلناك} يا محمد إلى هذه الأمة {شاهدا} عليها بالرسالة {و} أرسلناك {ومبشرا} بالنصر في الدنيا والجنة في الآخرة {ونذيرا} من النار.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:"إنّا أرْسَلْناكَ "يا محمد "شاهِدا" على أمتك بما أجابوك فيما دعوَتهم إليه، مما أرسلتك به إليهم من الرسالة، "ومُبَشّرا" لهم بالجنة إن أجابوك إلى ما دعوتهم إليه من الدين القيّم، "ونذيرا" لهم عذاب الله إن هم تولّوْا عما جئتهم به من عند ربك...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

... {ومبشّرا ونذيرا} البشارة هي بذكر عواقب الخيرات والحسنات والإخبار عن أحوالها أنها إلى ماذا يُفضي أربابُها وعمّالها ليُرغّبهم فيها، والنّذارة بذكر عواقب الشرور والسيئات والإخبار عن أحوالها أنها إلى ماذا يُفضي أربابها ومُرتكبوها ليزجرهم عنها، والله أعلم...

لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن 741 هـ :

الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ذكره في معرض الامتنان عليه حيث شرفه بالرسالة وبعثه إلى الكافة شاهداً على أعمال أمته ومبشراً...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{إنا} بما لنا من العزة والحكمة {أرسلناك} أي بما لنا من العظمة التي هي معنى العزة والحكمة إلى الخلق كافة {شاهداً} على أفعالهم من كفر وإيمان وطاعة وعصيان، من كان بحضرتك فبنفسك ومن كان بعد موتك أو غائباً عنك فبكتابك، مع ما أيدناك به من الحفظة من الملائكة. ولما كانت البشارة محبوبة إلى النفوس رغبهم فيما عنده من الخيرات وحببهم فيه بصوغ اسم الفاعل منها مبالغة فيه فقال تعالى: {ومبشراً} أي لمن أطاع بأنواع البشائر. ولما كانت لنذارة كريهة جداً، لا يقدم على- إبلاغها إلا- من كمل عرفانه بما فيها من المنافع الموجبة لتجشم مرارة الإقدام على الصدع بها، أتى بصيغة المبالغة فقال تعالى: {ونذيراً}...

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

أي: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ} أيها الرسول الكريم {شَاهِدًا} لأمتك بما فعلوه من خير وشر، وشاهدا على المقالات والمسائل، حقها وباطلها، وشاهدا لله تعالى بالوحدانية والانفراد بالكمال من كل وجه، {وَمُبَشِّرًا} من أطاعك وأطاع الله بالثواب الدنيوي والديني والأخروي، ومنذرا من عصى الله بالعقاب العاجل والآجل، ومن تمام البشارة والنذارة، بيان الأعمال والأخلاق التي يبشر بها وينذر، فهو المبين للخير والشر، والسعادة والشقاوة، والحق من الباطل.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

فالرسول صلى الله عليه وسلم شاهد على هذه البشرية التي أرسل إليها، يشهد أنه بلغها ما أمر به، وأنها استقبلته بما استقبلته، وأنه كان منها المؤمنون، ومنها الكافرون، ومنها المنافقون. وكان منها المصلحون ومنها المفسدون. فيؤدي الشهادة كما أدى الرسالة. وهو مبشر بالخير والمغفرة والرضى وحسن الجزاء للمؤمنين الطائعين، ونذير بسوء المنقلب والغضب واللعنة والعقاب للكافرين والمنافقين والعصاة والمفسدين.. هذه وظيفة الرسول.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

لما أريد الانتقال من الوعد بالفتح والنصر وما اقتضاه ذلك مما اتصل به ذِكره إلى تبيين ما جرى في حادثة الحديبية وإبلاغ كل ذي حظ من تلك القضية نصيبهُ المستحق ثناء أو غيره صدر ذلك بذكر مراد الله من إرسال رسوله صلى الله عليه وسلم ليكون ذلك كالمقدمة للقصة وذكرت حكمة الله تعالى في إرساله ما له مزيد اختصاص بالواقعة المتحدث عنها، فذكرت أوصاف ثلاثة هي: شاهد، ومبشر، ونذير. وقدم منها وصف الشاهد لأنه يتفرع عنه الوصفان بعده.

فالشاهد: المخبر بتصديق أحدٍ أو تكذيبه فيما ادعاه أو ادُعي به عليه وتقدم في قوله: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً} في سورة النساء (41) وقوله: {ويكون الرسول عليكم شهيدا} في سورة البقرة (143).

فالمعنى: أرسلناك في حال أنك تشهد على الأمة بالتبليغ بحيث لا يعذر المخالفون عن شريعتك فيما خالفوا فيه، وتشهد على الأمم وهذه الشهادة حاصلة في الدنيا وفي يوم القيامة، فانتصب شاهداً} على أنه حال، وهو حال مقارنة ويترتّب على التبليغ الذي سيشهد به أنه مبشر للمطيعين ونذير للعَاصين على مراتب العصيان. والكلام استئناف ابتدائي وتأكيده بحرف التأكيد للاهتمام.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (8)

{ إنا أرسلناك شاهدا } على أمتك يوم القيامة { ومبشرا } بالجنة من عمل خيرا { ونذيرا } منذرا بالنار من عمل سوء

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (8)

قوله تعالى : " إنا أرسلناك شاهدا " قال قتادة : على أمتك بالبلاغ . وقيل : شاهدا عليهم بأعمالهم من طاعة أو معصية . وقيل : مبينا لهم ما أرسلناك به إليهم . وقيل : شاهدا عليهم يوم القيامة . فهو شاهد أفعالهم اليوم ، والشهيد عليهم يوم القيامة . وقد مضى في " النساء " عن سعيد بن جبير{[13991]} هذا المعنى مبينا . " ومبشرا " لمن أطاعه بالجنة . " ونذيرا " من النار لمن عصى ، قاله قتادة وغيره . وقد مضى في " البقرة " اشتقاق البشارة والنذارة ومعناهما{[13992]} . وانتصب " شاهدا ومبشرا ونذيرا " على الحال المقدرة . حكى سيبويه : مررت برجل معه صقر صائدا به غدا ، فالمعنى : إنا أرسلناك مقدرين بشهادتك يوم القيامة . وعلى هذا تقول : رأيت عمرا قائما غدا .


[13991]:يلاحظ أن الذي مضى في سورة النساء هو: سعيد بن المسيب. راجع ج 5 ص 197 وما بعدها.
[13992]:راجع ج 1 ص 184، 238 طبعة ثانية أو ثالثة.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (8)

ولما تبين أنه ليس لغيره مدخل في إيجاد النصر ، وكانت السورة من أولها{[60175]} حضرة مخاطبة وإقبال فلم يدع أمر{[60176]} إلى نداء بياء-{[60177]} ولا غيرها . وكان كأنه قيل : فما فائدة الرسالة إلى الناس ؟ أجيب-{[60178]} بقوله تقريراً لما ختم به من صفتي{[60179]} العزة والحكمة . { إنا } بما لنا من العزة والحكمة { أرسلناك } أي{[60180]} بما لنا من العظمة التي هي معنى العزة والحكمة إلى الخلق كافة { شاهداً } على أفعالهم من كفر وإيمان وطاعة وعصيان ، من كان بحضرتك فبنفسك{[60181]} ومن كان بعد موتك أو غائباً عنك فبكتابك ، مع ما أيدناك به من الحفظة من الملائكة .

ولما كانت البشارة محبوبة إلى النفوس رغبهم فيما عنده من الخيرات وحببهم فيه بصوغ{[60182]} اسم الفاعل منها مبالغة فيه فقال تعالى : { ومبشراً } أي لمن أطاع بأنواع البشائر . ولما{[60183]} كانت لنذارة كريهة جداً ، لا يقدم على-{[60184]} إبلاغها إلا-{[60185]} من كمل{[60186]} عرفانه بما فيها من المنافع الموجبة لتجشم مرارة الإقدام على الصدع بها ، أتى بصيغة المبالغة فقال تعالى : { ونذيراً * } .


[60175]:من مد، وفي الأصل و ظ: منها.
[60176]:من مد، وفي الأصل و ظ: منها.
[60177]:من ظ ومد، وفي الأصل: أمرا.
[60178]:زيد من مد.
[60179]:من ظ ومد، وفي الأصل: صفاي.
[60180]:زيد من مد.
[60181]:من ظ ومد، وفي الأصل: فينفناد-كذا مصحفا.
[60182]:من ظ ومد، وفي الأصل: بصريح.
[60183]:من ظ ومد، وفي الأصل: ما.
[60184]:زيد من ظ ومد.
[60185]:من مد، وفي الأصل و ظ: كل.
[60186]:من مد، وفي الأصل و ظ: من الخطاب.