أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{۞إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا} (19)

شرح الكلمات :

{ إن الإنسان خلق هلوعا } : أي إذا مسه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعا أي كثير الجزع سريعه وكثير المنع حريصا عليه .

المعنى :

قوله تعالى إن الإِنسان أي هذا الآدمي المنتصب القامة الضاحك الذي سمي بالإِنسان لأنسه بنفسه ورؤية محاسنها ولنسيانه واجب شكر ربّه هذا الإِنسان خلق هلوعاً قابلا لوصف الهلع فيه عند بلوغه سن التمييز والهلع مرض نفسي عرضه الذي يُعرَف به جزعه الشديد متى مسه الشر ، ومنعه القوي للخير متى مسه وظفر به . فقد فسر تعالى الهلع بقوله { إذا مسه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً } .

/ذ43

/ذ35

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{۞إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا} (19)

وهذا الوصف للإنسان من حيث هو وصف طبيعته الأصلية ، أنه هلوع .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{۞إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا} (19)

قوله تعالى : " إن الإنسان خلق هلوعا " يعني الكافر ، عن الضحاك . والهلع في اللغة : أشد الحرص وأسوأ الجزع وأفحشه . وكذلك قال قتادة ومجاهد وغيرهما . وقد هلع ( بالكسر ) يهلع فهو هَلِيع وهلوع ، على التكثير . والمعنى أنه لا يصبر على خير ولا شر حتى يفعل فيهما ما لا ينبغي . عكرمة : هو الضجور . الضحاك : هو الذي لا يشبع . والمنوع : هو الذي إذا أصاب المال منع منه حق الله تعالى . وقال ابن كيسان : خلق الله الإنسان يحب ما يسره ويرضيه ، ويهرب مما يكرهه ويسخطه ، ثم تعبده الله بإنفاق ما يحب والصبر على ما يكره . وقال أبو عبيدة : الهلوع هو الذي إذا مسه الخير لم يشكر ، وإذا مسه الضر لم يصبر ، قاله ثعلب . وقال ثعلب أيضا : قد فسر الله الهلوع ، وهو الذي إذا ناله الشر أظهر شدة الجزع ، وإذا ناله الخير بخل به ومنعه الناس . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( شر ما أعطي العبد شُحٌّ هالِعٌ وجُبْنٌ خَالِعٌ ) . والعرب تقول : ناقة هلواعة وهلواع ، إذا كانت سريعة السير خفيفة . قال{[15358]} :

صكّاء ذِعْلِبة إذا استدبرتها *** حرج إذا استقبلتها هِلواع

الذِّعْلب والذِّعْلِبة الناقة السريعة . و " جزوعا " و " منوعا " نعتان لهلوع . على أن ينوي بهما التقديم قبل " إذا " . وقيل : هو خبر كان مضمرة .


[15358]:في اللسان مادة هلع: "وأنشد الباهلي للمسيب بن علس يصف ناقة شبهها بالنعامة" وذكر البيت. قال الباهلي: قوله "صكاء" شبهها بالنعامة، "ثم وصف النعامة بالصك وليس الصكاء من وصف الناقة".
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{۞إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا} (19)

ولما كان من أعجب العجب أن يقبل على الدنيا أحد يسمع هذا التهديد بالعرض بين يدي الله والعقاب لمن لم يقبل على عبادته سبحانه ، بين أن ذلك لما جبله عليه سبحانه وأن الإنسان مقهور مع جبلته إلا من حفظه الله ، وذلك دال{[68354]} من كلا الطرفين على عظيم قدرته سبحانه ، قال مؤكداً لاقتضاء المقام للتأكيد لأن الإنسان لو خوف بالعرض على بعض الأمراء ما{[68355]} لابس ما يغضبه فكيف بالعزيز الحكيم القدير العليم : { إن الإنسان } أي هذا الجنس ، عبر به لما له من الأنس بنفسه والرؤية لمحاسنها والنسيان لربه ولذنبه .

ولما دعا الحال إلى بيان الجبلة الداعية إلى ما يقتضيه باختيار صاحبها على{[68356]} وجه كأنه إلجاء بياناً لسهولة الأمور عليه سبحانه بنى للمفعول قوله : { خلق هلوعاً * } أي جبل جبلة هو فيها بليغ الهلع وهو أفحش الجزع مع شدة الحرص وقلة الصبر والشح{[68357]} على المال والرغبة فيما لا ينبغي ، وعن ابن عباس رضي الله{[68358]} عنهما أنه الحريص على ما لا يحل له{[68359]} ، وروي عنه أن تفسيره ما{[68360]} بعده .


[68354]:- زيد من ظ وم.
[68355]:- من ظ وم، وفي الأصل: لما.
[68356]:- زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68357]:- من ظ وم، وفي الأصل: التشح.
[68358]:-راجع المعالم 7/ 125.
[68359]:- زيد في الأصل/ وظ: انتهى، ولم تكن الزيادة في م فحذفناها.
[68360]:- من ظ وم، وفي/ الأصل: فيما.