أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{۞قَٰلَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكُم بِأَهۡدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمۡ عَلَيۡهِ ءَابَآءَكُمۡۖ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (24)

شرح الكلمات :

{ قال أولو جئتكم بأهدى مما } : قال لهم رسولهم : أتتبعون آباءكم ولو جئتكم بأهدى أي بخير { وجدتم عليه آباءكم } مما وجدتم عليه آباءكم هداية إلى الحق والسعادة والكمال .

{ قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون } : أي قال المشركون لرسلهم ردَّاً عليهم إنا بما أرسلتم به كافرون أي جاحدون منكرون غير معترفين به .

المعنى :

لما ذكر تعالى قول المشركين لرسلهم : { إنا وجدنا آباءنا على أمة } " ملة "

{ وإنا على أثارهم مقتدون } قال مخبراً عن قول الرسول لأمته المكذبة المقلدة للآباء الظالمين { قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم } أي أتتبعون آباءكم ولا تتبعوني ولا جئتكم بأهدى إلى الخير والسعادة مما وجدتم عليه آباءكم ، وهذا إنكار من الرسول عليهم في صورة استفهام وهو توبيخ أيضا إذ العاقل يتبع الهدى جاء به من جاء قريباً كان أو بعيداً .

وقوله تعالى { قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون } هذا قول الأمم المكذبة المشركة لرسلهم أي كل أمة قالت هذا لرسولها : إنما بما أرسلتم به من التوحيد وعقيدة البعث والجزاء والشرع وأحكامه كافرون أي منكرون مكذبون غير مصدقين .

الهداية :

من الهداية :

- من الكمال العقلي أن يتبع المرء الهدى ولو خالفه قومه وأهل بلاده .