السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{۞قَٰلَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكُم بِأَهۡدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمۡ عَلَيۡهِ ءَابَآءَكُمۡۖ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (24)

{ قل } أي : يا أفضل الخلق لهؤلاء البعداء البغضاء { أوَلو } أي : أتبغون ذلك ولو { جئتكم بأهدى } أي : بأمر أعظم في الهداية وأوضح في الدلالة { مما وجدتم } أي : أيها المقتدون بالآباء { عليه آباءكم } أي : كما تضمن قولكم أنكم تقتفون في اتباعكم بالآثار في أعظم الأشياء وهو الدين الذي الخسارة فيه خسارة للنفس وأنتم تخالفونهم في أمر نفس الدنيا إذا وجدتم طريقاً أهدى في التصرف فيها من طريقتهم ولو أمراً يسيراً ، ويفتخر أحدكم بأنه أدرك من ذلك ما لم يدرك أبوه فحصل من المال أكثر مما حصل فيا له من نظر ما أقصره ومتجر ما أخسره ، وقرأ ابن عامر وحفص : قال بصيغة الماضي أي : قال المنذر أو الرسول وهو النبي صلى الله عليه وسلم ، والباقون : قل بصيغة الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم ثم أجابوه بأن { قالوا } مؤكدين رداً لما قطع به كل عاقل سمع هذا الكلام من أنهم يبادرون النظر في الدليل والرجوع إلى سواء السبيل { إنا بما أرسلتم به } أي : أنت ومن قبلك { كافرون } أي : ساترون لما ظهر من ذلك جهدنا حتى لا يظهر لأحد ولا يتبعكم فيه مخلوق وإن كان أهدى مما كان عليه آباؤنا .