اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{۞قَٰلَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكُم بِأَهۡدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمۡ عَلَيۡهِ ءَابَآءَكُمۡۖ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (24)

قوله : { قُلْ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بأهدى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَآءَكُمْ قالوا إِنَّا بِمَآ . . . } الآية . قرأ ابنُ عام وحفصٌ قَالَ ماضياً مكان «قُلْ » أمراً ، أي قال النذير أو الرسول وهو النبي صلى الله عليه وسلم{[49751]} .

والأمر في «قل » يجوز أن يكون للنذير ، أو الرسول وهو الظاهر . وقرأ أبو جعفر وشَيْبَةُ : جِئْنَاكُم بنون المتكلمين{[49752]} «بأَهْدَى » أي بدين أصْوَبَ { مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ } وإن جئتكم بأهدى منه فعند هذا حكى الله عنهم أنهم قالوا : إنا لا ننفك عن دين آبائنا وإن جئتنا بما هو أهدى { إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } وإن كان أهدى مما كنا عليه فعند هذا لم يبق لهم عذر ، لهذا قال تعالى : { فانتقمنا مِنْهُمْ فانظر كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المكذبين } وهذا تهديد للكفار{[49753]}


[49751]:قراءة سبعية متواترة، ذكرها ابن مجاهد في السبعة 585. ومكي في الكشاف 2/258 وانظر أيضا الإتحاف 385، وإبراز المعاني 679 والنشر 2/369.
[49752]:قراءة عشرية انظر الإتحاف والنشر المرجعين السابقين.
[49753]:الرازي 27/206 و207.