التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَسَلَٰمٞ لَّكَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ} (91)

{ فسلام لك من أصحاب اليمين } معنى هذا على الجملة نجاة أصحاب اليمين وسعادتهم والسلام هنا يحتمل أن يكون بمعنى السلامة أو التحية والخطاب في ذلك يحتمل أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم أو لأحد من أصحاب اليمين فإن كان للنبي صلى الله عليه وسلم فالسلام بمعنى : السلامة والمعنى : سلام لك يا محمد منهم أي : لا ترى منهم إلا السلامة من العذاب وإن كان الخطاب لأحد من أصحاب اليمين فالسلام بمعنى التحية والمعنى : سلام لك أي : تحية لك يا صاحب اليمين من إخوانك وهم أصحاب اليمين أي : يسلمون عليك فهو كقوله : { إلا قيلا سلاما سلاما } [ الواقعة : 26 ] أو يكون بمعنى السلامة والتقدير سلامة لك يا صاحب اليمين ثم يكون قوله : { من أصحاب اليمين } خبر ابتداء مضمر تقديره أنت من أصحاب اليمين .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَسَلَٰمٞ لَّكَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ} (91)

قوله : { فسلام لك من أصحاب اليمين } أي سلام لك فإنك ناج وأنت من أصحاب اليمين . يعني تسلم عليه الملائكة وتبشره بأنه من أصحاب اليمين .

على أنه لا يموت أحد من الناس حتى يعلم من أهل الجنة هو أم من أهل النار . فإذا أيقن أنه من أهل الجنة زهد في الدنيا وأحب الرحيل عنها للقاء الله ، وإذا أيقن أنه من أهل النار كره مفارقة الدنيا وأحب أن لا يبرحها البتة . وفي ذلك روى الإمام أحمد عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال : رأيت شيخا أبيض الرأس واللحية على حمار وهو يتبع جنازة فسمعته يقول : حدثني فلان ابن فلان سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " قال : فأكبّ القوم يبكون ، فقال : ما يبكيكم ؟ فقالوا : إنا نكره الموت ، قال : ليس ذاك ولكنه إذا احتضر { فأما إن كان من المقربين 88 فروح وريحان وجنت نعيم } فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله عز وجل ، والله عز وجل للقائه أحب { وأما إن كان من المكذبين الضالين 92 فنزل من حميم 93 وتصلية جحيم } فإذا بشر بذلك كره لقاء الله ، والله تعالى للقائه أكره .