{ وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين } .
قفال ابن كثير أي تبشرهم الملائكة تقول لأحدهم : سلام لك أي لا بأس عليك أنت إلى سلامة أنت من أصحاب اليمين .
وقال قتادة وابن زيد : سلم من عذاب الله وسلمت عليه ملائكة الله كما قال عكرمة : تسلم عليه الملائكة ، وتخبره أنه من أصحاب اليمين وهذا معنى حسن ، ويكون ذلك كقول الله تعالى{[6943]} { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون . . . } الآيات انتهى .
وقال الرازي في السلام وجوه : أولها يسلم به صاحب اليمين على صاحب اليمين كما قال الله تعالى{[6944]} { لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما } .
ثانيها { فسلام لك } أي سلامة لك من أمر خاف قلبك منه فإنه في أعلى المراتب وهذا كما يقال لمن تعلق قلبه بولده الغائب عنه إذا كان يخدم عند كريم كن فارغا من جانب ولدك ، فإنه في راحة .
ثالثها – أن هذه الجملة تفيد حالهم كما يقال فلان ناهيك به وحسبك أنه فلان إشارة إلى أنه ممدوح فوق حد الفصل ، انتهى .
ثم قال الرازي والخطاب بقوله { لك } يحتمل أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم وحينئذ فيه وجه وهو ما ذكرنا أن ذلك تسلية لقلب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم غير محتاجين إلى شيء من الشفاعة وغيرها ، فسلام لك يا محمد منهم فإنهم في سلامة وعافية ، لا يهمك امرهم او فسلام لك يا محمد منهم وكونهم ممن يسلم على محمد صلى الله عليه وسلم دليل العظمة ، فإن العظيم لا يسلم عليه إلا عظيم انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.