محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَسَلَٰمٞ لَّكَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ} (91)

{ وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين } .

قفال ابن كثير أي تبشرهم الملائكة تقول لأحدهم : سلام لك أي لا بأس عليك أنت إلى سلامة أنت من أصحاب اليمين .

وقال قتادة وابن زيد : سلم من عذاب الله وسلمت عليه ملائكة الله كما قال عكرمة : تسلم عليه الملائكة ، وتخبره أنه من أصحاب اليمين وهذا معنى حسن ، ويكون ذلك كقول الله تعالى{[6943]} { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون . . . } الآيات انتهى .

وقال الرازي في السلام وجوه : أولها يسلم به صاحب اليمين على صاحب اليمين كما قال الله تعالى{[6944]} { لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما } .

ثانيها { فسلام لك } أي سلامة لك من أمر خاف قلبك منه فإنه في أعلى المراتب وهذا كما يقال لمن تعلق قلبه بولده الغائب عنه إذا كان يخدم عند كريم كن فارغا من جانب ولدك ، فإنه في راحة .

ثالثها – أن هذه الجملة تفيد حالهم كما يقال فلان ناهيك به وحسبك أنه فلان إشارة إلى أنه ممدوح فوق حد الفصل ، انتهى .

ثم قال الرازي والخطاب بقوله { لك } يحتمل أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم وحينئذ فيه وجه وهو ما ذكرنا أن ذلك تسلية لقلب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم غير محتاجين إلى شيء من الشفاعة وغيرها ، فسلام لك يا محمد منهم فإنهم في سلامة وعافية ، لا يهمك امرهم او فسلام لك يا محمد منهم وكونهم ممن يسلم على محمد صلى الله عليه وسلم دليل العظمة ، فإن العظيم لا يسلم عليه إلا عظيم انتهى .


[6943]:41/ فصلت/ 30.
[6944]:56/ الواقعة / 25.