البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَسَلَٰمٞ لَّكَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ} (91)

فروح ، فسلام ، فنزل : الفاء جواب . أما تقدم أما وهي في تقدير الشرط ، وإن كان من المقربين ، وإن كان من أصحاب اليمين ، وإن كان من المكذبين الضالين شرط ؛ وإذا اجتمع شرطان ، كان الجواب للسابق منهما ، وجواب الثاني محذوف ، ولذلك كان فعل الشرط ماضي للفظ ، أو مصحوباً بلم ، وأغنى عنه جواب أما ، هذا مذهب سيبويه .

وذهب أبو عليّ الفارسي إلى أن الفاء جواب إن ، وجواب أما محذوف ، وله قول موافق لمذهب سيبويه .

وذهب الأخفش إلى أن الفاء جواب لأمّا ، والشرط معاً ، وقد أبطلنا هذين المذهبين في كتابنا المسمى بالتذييل والتكميل في شرح التسهيل .

والخطاب في ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم ، أي لا ترى فيهم يا محمد إلا السلامة من العذاب .

ثم لكل معتبر من أمّته صلى الله عليه وسلم قبل لمن يخاطبه : { من أصحاب اليمين } .

فقال الطبري : المعنى : فسلام لك أنت من أصحاب اليمين .

وقال قوم : المعنى : فيقال لهم : مسلم لك إنك من أصحاب اليمين .

وقيل : فسلام لك يا صاحب اليمين من إخوانك أصحاب اليمين ، أي يسلمون عليك ، كقوله : { إلا قيلاً سلاماً سلاماً } .