وقوله تعالى : { فسلام لَّكَ مِنْ أصحاب اليمين } : عبارة تقتضي جملةَ مدحٍ وصفةَ تخلُّصٍ ، وحصولَ عالٍ من المراتب ، والمعنى : ليس في أمرهم إلاَّ السلامُ والنجاةُ من العذاب ؛ وهذا كما تقول في مدح رجل : أَمَّا فلان فناهيك به ، فهذا يقتضي جملةً غيرَ مفصلة من مدحه ، وقدِ اضطربت عباراتُ المُتَأَوِّلِينَ في قوله تعالى : { فسلام لَّكَ } فقال قوم : المعنى : فيقال له سلام لك إنَّكَ من أصحاب اليمين ، وقال الطبريُّ : { فسلام لَّكَ } : أنت من أصحاب اليمين ، وقيل : المعنى : فسلام لك يا محمد ، أي : لا ترى فيهم إلاَّ السلامة من العذاب .
( ت ) : ومن حصلت له السلامةُ من العذاب فقد فاز دليله { فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النار وَأُدْخِلَ الجنة فَقَدْ فَازَ } [ آل عمران : 185 ] قال ( ع ) : فهذه الكاف في { لَّكَ } إمَّا أنْ تكونَ للنبي صلى الله عليه وسلم وهو الأظهر ، ثم لكل مُعْتَبِرٍ فيها من أُمَّتِهِ ، وإمَّا أَنْ تكونَ لمن يخاطب من أصحاب اليمين ، وغيرُ هذا مِمَّا قيل تَكَلُّفٌ ، ونقل الثعلبيُّ عن الزَّجَّاج : { فسلام لَّكَ } أي : إنَّك ترى فيهم ما تحب من السلامة ، وقد علمتَ ما أَعَدَّ اللَّه لهم من الجزاء بقوله : { فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.