التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَبَدَا لَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (48)

{ وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون } معنى { حاق } حل ونزل ، وقال ابن عطية وغيره : إن هذا على حذف مضاف تقديره حاق بهم جزاء ما كانوا به يستهزؤون ، ويحتمل أن يكون الكلام دون حذف وهو أحسن ، ومعناه : حاق بهم العذاب الذي كانوا به يستهزؤون لأنهم كانوا في الدنيا يستهزؤون ، إذا خوفوا بعذاب الله ، ويقولون متى هذا الوعد .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَبَدَا لَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (48)

{ وبدا لهم } أي ظهر ظهوراً تاماً كأنه في البادية لا مانع منه { سيئات ما } ولما كان في سياق الافتداء ، وكان الإنسان يبذل عند الافتداء في فكاك نفسه الرغائب والنفائس ، عبر هنا بالكسب الذي من مدلوله الخلاصة والعصارة التي هي سر الشيء فهو أخص من العمل ، ولذا جعله الأشعري مناط الجزاء ، فقال مبيناً أن خالص عملهم ساقط فكيف بغيره ، وهذا بخلاف ما في الجاثية { كسبوا } أي الشيء الذي عملوه برغبة مجتهدين فيه لظنهم نفعه وأنه خاص أعمالهم وأجلها وأنفعها { وحاق } أي أحاط على جهة اللزوم والأذى { بهم ما } أي جزاء الشيء الذي { كانوا به } أي دائماً كأنهم جبلوا عليه { يستهزئون * } أي يطلبون ويوجدون الهزء والسخرية به من النار وجميع ما كانوا يتوعدون به .