الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَبَدَا لَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (48)

ثم قال : { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } ، ( أي : وظهر لهؤلاء الكفار يوم القيامة من عذاب الله ما لم يكونوا يحتسبون ){[59038]} أنه أعده لهم .

وقال مجاهد : معناه : أنهم عملوا / أعمالا توهموا ( أنها حسنات ، فإذا هي سيئات{[59039]} .

وقيل : معناه : أنهم ( عملوا أعمالا توهموا{[59040]} ) أنهم يتوبون قبل الموت منها فأدركهم الموت قبل أن يتوبوا ، وقد كانوا ظنوا أنهم ينجون بالتوبة{[59041]} .

وقيل : معناه أنهم توهموا أنهم{[59042]} يغفر لهم من غير توبة فبدا لهم من الله دخول النار على ما قدموا{[59043]} .

وقيل : معناه أنهم عملوا أعمالا توهموا أنها تنفعهم فأحبطها الشرك .

قال محمد بن المنكدر : وعملوا أعمالا كانوا يظنون أنها تنجيهم ( فإذا بها ) قد أهلكتهم وأوبقتهم .

ثم قال : وبدا لهم سيئات ما كسبوا } أي : وبدا لهم عقاب سيئات أعمالهم .

وقيل : المعنى : وظهر ذكر سيئات عملهم في كتبهم إذا أُعْطُوها بشمائلهم{[59044]} .

ثم قال تعالى : { وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون } أي : وجب عليهم العذاب الذي كانوا في الدنيا يستهزءون به إذا ذكر لهم ، وخوفوا به تكذيبا له وإنكارا .


[59038]:ساقط من (ح).
[59039]:انظر: إعراب النحاس 4/15، وجامع القرطبي 15/256.
[59040]:ساقط من (ح).
[59041]:انظر: إعراب النحاس 4/15، وجامع القرطبي 15/256. وقد ذكره القرطبي بلفظه.
[59042]:(ح): أنه.
[59043]:انظر: جامع القرطبي 15/256، وإعراب النحاس 4/15.
[59044]:قاله الطبري في جامع البيان 24/8.