البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَبَدَا لَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (48)

{ وبدا لهم من الله } : أي كانت ظنونهم في الدنيا متفرقة ، حسب ضلالاتهم وتخيلاتهم فيما يعتقدونه .

فإذا عاينوا العذاب يوم القيامة ، ظهر لهم خلاف ما كانوا يظنون ، وما كان في حسابهم .

وقال سفيان الثوري : ويل لأهل الرياء من هذه الآية .

{ وحاق بهم ما كانوا } : أي جزاء ما كانوا وما فيما كسبوا ، يحتمل أن تكون بمعنى الذي ، أي سيئات أعمالهم ، وأن تكون مصدرية ، أي سيئات كسبهم .

والسيئات : أنواع ، العذاب سميت سيئات ، كما قال : { وجزاء سيئة سيئة مثلها . }