التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا} (7)

{ والسماء وما بناها } قيل : إن " ما " في قوله : { وما بناها } و{ ما طحاها } و{ ما سواها } موصولة بمعنى " من " والمراد الله تعالى ، وقيل : إنها مصدرية كأنه قال والسماء وبنيانها ، وضعف الزمخشري ذلك بقوله : { فألهمها } فإن المراد الله باتفاق ، وهذا القول يؤدي إلى فساد النظم ، وضعف بعضهم كونها موصولة بتقديم ذكر المخلوقات على الخالق فإن قيل : لم عدل عن " من " إلى قوله : " ما " في قول من جعلها موصولة ؟ فالجواب : أنه فعل ذلك لإرادة الوصفية كأنه قال والقادر الذي بناها .

{ ونفس وما سواها } تسوية النفس إكمال عقلها وفهمها ، فإن قيل : لم نكر النفس ؟ فالجواب ، من وجهين :

أحدهما : أنه أراد الجنس كقوله : { علمت نفس ما أحضرت } [ التكوير : 14 ] .

والآخر : أنه أراد نفس آدم والأول هو المختار .