السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا} (7)

وكذا قوله تعالى : { ونفس } ، أي : أي نفس جمع فيها سبحانه العالم بأسره { وما } ، أي : ومن { سوّاها } ، أي : عدلها على هذا القانون الأحكم في أعضائها ، وما فيها من الجواهر والأعراض والمعاني وغير ذلك . فإن قيل : لم نُكرت النفس ؟ أجيب : بوجهين :

أحدهما : أنه يريد نفساً خاصة من بين النفوس ، وهي نفس آدم عليه السلام ، كأنه قال تعالى : وواحدة من النفوس .

ثانيهما : أنه يريد كل نفسٍ ، ونكره للتكثير على الطريقة المذكورة في قوله تعالى : { علمت نفس } [ التكوير : 14 ]

وإنما أوثرت ما على من فيما ذكر لإرادة الوصفية بما ضمنا وإن لم يوصف بلفظها ؛ إذ المراد أنها تقع على نوع من يعقل وعلى صفته ، ولذلك مثلوا بقوله تعالى : { فانكحوا ما طاب لكم } [ النساء : 3 ] وقدّروها بانكحوا الطيب ، وهذا تنفرد به ما دون من . وهذه الأسماء كلها مجرورة على القسم .

أقسم الله تعالى بأنواع مخلوقاته المتضمنة للمنافع العظيمة حتى يتأمّل المكلف فيها ويشكر عليها ، لأنّ الذي يقسم الله تعالى به يحصل به روح في القلب فتكون الدواعي إلى تأمّله أقرب .