التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا} (9)

{ قد أفلح من زكاها } هذا جواب القسم عند الجمهور ، وقال الزمخشري : الجواب محذوف تقديره ليدمدمن الله على أهل مكة لتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم كما دمدم على قوم ثمود لتكذيبهم صالحا عليه الصلاة والسلام ، قال : وأما { قد أفلح } فكلام تابع لقوله : { فألهمها فجورها وتقواها } على سبيل الاستطراد وهذا بعيد ، والفاعل بزكاها ضمير يعود على من ، والمعنى قد أفلح من زكى نفسه : أي : طهرها من الذنوب والعيوب ، وقيل : الفاعل ضمير الله تعالى ، والأول أظهر .