تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ} (82)

وقوله : { فَإِنْ تَوَلَّوْا } ، أي : بعد هذا البيان وهذا الامتنان ، فلا عليك منهم ، { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ } ، وقد أديته إليهم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ} (82)

هذه الآية فيها موادعة نسختها آية السيف ، والمعنى : إن أعرضوا فلست بقادر على خلق الإيمان في قلوبهم ، وإنما عليك أن تبين وتبلغ أمر الله ونهيه .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ} (82)

تفريع على جملة { لعلكم تسلمون } [ سورة النحل : 81 ] وقع اعتراضاً بين جملة { كذلك يتم نعمته عليكم } [ سورة النحل : 81 ] وجملة { ويوم نبعث من كل أمة شهيداً } [ سورة النحل : 84 ] .

وقد حوّل الخطاب عنهم إلى خطاب النبي وهو نوع من الالتفات فيه التفات من أسلوب إلى أسلوب والتفات عمّن كان الكلام موجّهاً إليه بتوجيه الكلام إلى شخص آخر .

والمعنى : كذلك يتمّ نعمته عليكم لتسلموا فإن لم يُسلموا فإنما عليك البلاغ .

والمقصود : تسلية النبي على عدم استجابتهم .

والتولّي : الإعراض . وفعل { تولوا } هنا بصيغة الماضي ، أي فإن أعرضوا عن الدعوة فلا تقصير منك ولا غضاضة عليك فإنك قد بلّغت البلاغ المبين للمحجّة .

والقصر إضافي ، أي ما عليك إلا البلاغ لا تقليب قلوبهم إلى الإسلام ، أو لا تولى جزاءهم على الإعراض ، بل علينا جزاؤهم كقوله تعالى : { فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب } [ سورة الرعد : 40 ] .

وجَعْل هذا جواباً لجملة { فإن تولوا } من إقامة السبب والعلّة مقام المسبّب والمعلُول : وتقدير الكلام : فإن تولّوا فلا تقصير ولا مؤاخذة عليك لأنك ما عليك إلا البلاغ . ونظير هذه قوله تعالى : { وأطيعوا الله وأطيعو الرسول واحذروا فإن تولّيتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين } [ سورة المائدة : 92 ] .