الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ} (82)

قوله تعالى : { فَإِن تَوَلَّوْاْ } ، يجوز أن يكونَ ماضياً ، ويكون التفاتاً مِن الخطاب المتقدَّم ، وأن يكونَ مضارعاً ، والأصل : تَتَوَلَّوا بتاءَيْن ، فحذف نحو : { تَنَزَّلُ }[ القدر : 4 ] ، و{ تَذَكَّرُونَ } [ الأنعام : 152 ] ، ولا التفاتَ على هذا ، بل هو جارٍ على الخطابِ السابق .

قوله : { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ } ، هو جوابُ الشرط ، وفي الحقيقة جوابُ الشرطِ محذوفٌ ، أي : فأنتَ معذورٌ ، وإنما ذلك على إقامةِ السببِ مُقامَ المسبب ؛ وذلك لأنَّ تبليغَه سببٌ في عُذْرِه ، فَأُقيم السببُ مُقامَ المُسَبَّب .