تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ} (42)

أي : يسألون المجرمين وهم في الغرفات وأولئك في الدركات قائلين لهم : { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ } أي : ما عبدنا ربنا ولا أحسنا إلى خلقه من جنسنا ،

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ} (42)

وسلك معناه : أدخل ، ومنه قول أبي وجزة السعدي :

حتى سلكن الشوى منهن في مسك*** من نسل جوابة الآفاق مهداج{[11448]}


[11448]:قال أبو وجزة هذا البيت في وصف حمر الوحش، ومعنى سلكن: أدخلن، وهو الشاهد هنا، والشوى: اليدان والرجلان، والمسك: الأسورة من العاج وغيره، وقد استعاره أبو وجزة فجعل ما تدخل فيه الأتن أرجلها من الماء مسكا، أي سوارا حول أطرافها. وجوابه الآفاق هي السحابة التي تطوف بالافاق، جعل الماء نسلا لها لأن الريح تستدر السحاب وتلقحه فيمطر، فالماء من نسلها، والمهداج من الهدجة ، وهو حنين الناقة على ولدها، يقول: إن الأتن أتت في طلب الماء ليلا، وإنها أدخلت أرجلها في ماء فالتفت حولها كالأساور، وهو ماء تنزله الريح من السحابة التي لها صوت كصوت الناقة حين تحن على ولدها.