غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ} (42)

1

ثم زعم أن الوجه في قوله { ما سلككم } على الخطاب مع أن سياق الكلام يقتضي الغيبة هو أنه حكاية قول المسئولين لأن المسئولين يلقون إلى السائلين ما جرى بينهم وبين المجرمين فيقولون قلنا لهم ما سلككم { في سقر } وقال غيره : المراد أن أصحاب اليمين كانوا يتساءلون عن المجرمين أين هم ، فلما رأوهم قالوا لهم ما سلككم ؟

وأقول : ولو فرض التكلم مع المجرمين زال الإشكال أي يتساءلون عن حال المجرمين أي عن حال أنفسهم وليس فيه إلا وضع المظهر مكان الضمير .

وهذا التكرار مما جاء في القرآن وغيره من فصيح الكلام شائعاً ذائعاً كقوله { فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا } [ الأعراف :162 ] " أن يسألوا الحق يعطي الحق سائله " . وإذا جاز ذلك مع التصريح بهما فكيف لم يجز وأحدهما محذوف ؟ وهذا من غرائب نظم القرآن وفصاحته غير بعيد ، والمعنى ما أدخلكم في هذه الدركة من النار ؟

/خ56