تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا طَحَىٰهَا} (6)

قال مجاهد : { طَحَاهَا } دحاها . وقال العوفي ، عن ابن عباس : { وَمَا طَحَاهَا } أي : خلق فيها .

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : { طَحَاهَا } قسمها .

وقال مجاهد ، وقتادة والضحاك ، والسُّدِّي ، والثوري ، وأبو صالح ، وابن زيد : { طَحَاهَا } بسطها .

وهذا أشهر الأقوال ، وعليه الأكثر من المفسرين ، وهو المعروف عند أهل اللغة ، قال الجوهري : طحوته مثل دحوته ، أي : بسطته .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا طَحَىٰهَا} (6)

و «طحا » بمعنى «دحا » و «طحا » أيضاً في اللغة بمعنى ذهب كل مذهب ، ومنه قول علقمة بن عبدة : [ الطويل ]

طحا بك قلب في الحسان وطروب . . . بعيد الشباب عمر حان مشيب{[11848]}


[11848]:هذا مطلع قصيدة قالها علقمة في مدح الحارث ملك الغساسنة في الشام ليطلق سراح أخيه ومن معه من تميم ممن كانوا قد أسروا في وقعة "يوم حليمة"، ومعنى "طحابك": ذهب بك كل مذهب ، واتسع، والطرب: خفة تصيب الإنسان لشدة الفرح أو حتى لشدة الحزن، وفي البيت إيقاع موسيقى حنون، مع متانة في البناء، ومفارقة حلوة بين الحنين إلى الحب والجمال، وبين المرحلة المتقدمة في السن التي بلغها الشاعر دون أن يعترف بها.