{ وَأَخْرَجَتِ الأرْضُ أَثْقَالَهَا } يعني : ألقت ما فيها من الموتى . قاله غير واحد من السلف . وهذه كقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } [ الحج : 1 ] وكقوله { وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت } [ الانشقاق : 3 ، 4 ] .
وقال مسلم في صحيحه : حدثنا واصل بن عبد الأعلى ، حدثنا محمد بن فُضَيل ، عن أبيه ، عن أبي حازم ، عن أبي هُرَيرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تَقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة ، فيجيء القاتل فيقول : في هذا قَتَلْتُ ، ويجيء القاطع فيقول : في هذا قَطَعتُ رحمي ، ويجيء السارق فيقول : في هذا قُطِعت يدي ، ثم يَدَعُونه فلا يأخذون منه شيئا " {[30385]} .
وإعادة لفظ الأرض في قوله : { وأخرجت الأرض أثقالها } إظهار في مقام الإِضمار لقصد التهويل .
والأثقال : جمع ثِقْل بكسر المثلثة وسكون القاف وهو المتاع الثقيل ، ويطلق على المتاع النفيس .
وإخراج الأرض أثقالها ناشىء عن انشقاق سطحها فتقذف ما فيها من معادن ومياه وصخر .
وذلك من تكرر الانفجارات الناشئة عن اضطراب داخل طبقاتها وانقلاب أعاليها أسافل والعكس .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وأخرجت الأرض ما في بطنها من الموتى أحياء ...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{ وأخرجت الأرض أثقالها } أي أحمالها لهول ذلك اليوم ، كقوله في آية أخرى : { وألقت ما فيها وتخلت } ( الانشقاق : 4 ) ...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
... جعل ما في جوفها من الدفائن أثقالاً لها . ...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
وتنفض ما في جوفها نفضا ، وتخرج ما يثقلها من أجساد ومعادن وغيرها مما حملته طويلا . وكأنها تتخفف من هذه الأثقال ، التي حملتها طويلا !
وهو مشهد يهز تحت أقدام المستمعين لهذه السورة كل شيء ثابت ؛ ويخيل إليهم أنهم يترنحون ويتأرجحون ، والأرض من تحتهم تهتز وتمور ! مشهد يخلع القلوب من كل ما تتشبث به من هذه الأرض ، وتحسبه ثابتا باقيا ؛ وهو الإيحاء الأول لمثل هذه المشاهد التي يصورها القرآن ، ويودع فيها حركة تكاد تنتقل إلى أعصاب السامع بمجرد سماع العبارة القرآنية الفريدة !
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
وإخراج الأرض أثقالها ناشئ عن انشقاق سطحها فتقذف ما فيها من معادن ومياه وصخر . وذلك من تكرر الانفجارات الناشئة عن اضطراب داخل طبقاتها وانقلاب أعاليها أسافل والعكس.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.