تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَمَن يَأۡتِهِۦ مُؤۡمِنٗا قَدۡ عَمِلَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَٰتُ ٱلۡعُلَىٰ} (75)

وقوله : { وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ } أي : ومن لقي ربه يوم المعاد مؤمن القلب ، قد صدق ضميره بقوله وعمله ، { فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلا } أي : الجنة ذات الدرجات العاليات ، والغرف الآمنات ، والمساكن الطيبات .

قال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، أنبأنا هَمَّام ، حدثنا زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبادة بن الصامت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الجنة مائة درجة ، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، والفردوس أعلاها درجة ومنها تخرج{[19440]} الأنهار الأربعة ، والعرش فوقها ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس " .

ورواه الترمذي ، من حديث يزيد بن هارون ، عن همام ، به{[19441]} .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، أخبرنا خالد بن يزيد بن أبي مالك ، عن أبيه قال : كان يقال : الجنة مائة درجة ، في كل درجة مائة درجة ، بين{[19442]} كل درجتين كما بين السماء والأرض ، فيهن الياقوت والحلي ، في كل درجة أمير ، يرون له الفضل والسؤدد .

وفي الصحيحين : " أن أهل عليين ليرون من فوقهم كما ترون الكوكب الغابر في أفق السماء ، لتفاضل ما بينهم " . قالوا : يا رسول الله ، تلك منازل الأنبياء ؟ قال : " بلى والذي نفسي بيده ، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين " {[19443]} .

وفي السنن : " وإن أبا بكر وعمر لمنهم وأنعما " {[19444]} .


[19440]:في ف: "يخرج"
[19441]:المسند (5/316)، وسنن الترمذي برقم (2531).
[19442]:في ف، أ: "ما بين".
[19443]:صحيح البخاري برقم (6555) وصحيح برقم (2830) من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.
[19444]:سنن أبي داود برقم (3987) وسنن ابن ماجه برقم (96).
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَمَن يَأۡتِهِۦ مُؤۡمِنٗا قَدۡ عَمِلَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَٰتُ ٱلۡعُلَىٰ} (75)

{ ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات } في الدنيا . { فأولئك لهم الدرجات العلى } المنازل الرفيعة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَمَن يَأۡتِهِۦ مُؤۡمِنٗا قَدۡ عَمِلَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَٰتُ ٱلۡعُلَىٰ} (75)

و { الدرجات العلى } هي القرب من الله تعالى .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَمَن يَأۡتِهِۦ مُؤۡمِنٗا قَدۡ عَمِلَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَٰتُ ٱلۡعُلَىٰ} (75)

الإتيان باسم الإشارة في قوله : { فأولئك لهم الدرجات } للتنبيه على أنهم أحرياء بما يذكر بعد اسم الإشارة من أجل ما سبق اسمَ الإشارة .