تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَن يَأۡتِهِۦ مُؤۡمِنٗا قَدۡ عَمِلَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَٰتُ ٱلۡعُلَىٰ} (75)

الآيات 74 و75 : وقوله تعالى : { إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى } { ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى } أصل هذا ، والله أعلم ، أن من قبل من الله حياته بالشكر ، وطيبها بالأعمال الصالحات طيب الله حياته وعيشه في الآخرة . ومن لم يقبل حياته من الله تعالى بالشكر في الدنيا ، بل كفر بها ، وخبثها ، وقبحها بالأعمال القبيحة الخبيثة الدنية ، خبثت حياته وعيشه{[12354]} في الآخرة .

وقوله تعالى : { فأولئك لهم الدرجات العلى } هي ما ترتفع ، وتعلو . والدركات ما تتسفل ، وتنحدر في الأرض . والدرجات للمؤمنين في الآخرة لاختيارهم في الدنيا الأعمال الصالحة الرفيعة العالية . فعلى ما اختاروا في الدنيا من الأعمال الرفيعة [ العلوية { لهم } ]{[12355]} في الآخرة مقابل ذلك { الدرجات العلى } . وأما الدركات فهي لأهل الكفر مقابل ما اختاروا في الدنيا من الأعمال الدنية الخبيثة ، وأخزاهم كمثل من زرع بذور{[12356]} الشوك لم يحصد برا قط .


[12354]:أدرجت في الأصل وم بعد: الآخرة.
[12355]:في الأصل وم: العلوة فلهم.
[12356]:في الأصل وم: بذر.