إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَمَن يَأۡتِهِۦ مُؤۡمِنٗا قَدۡ عَمِلَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَٰتُ ٱلۡعُلَىٰ} (75)

{ وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِناً } به تعالى وبما جاء من عنده من المعجزات التي من جملتها ما شاهدناه { قَدْ عَمِلَ الصالحات } الصالحةُ كالحسنة جاريةٌ مجرى الاسم ولذلك لا تُذكر غالباً مع الموصوف وهي كلُّ ما استقام من الأعمال بدليل العقلِ والنقل { فَأُوْلَئِكَ } إشارةٌ إلى مَنْ والجمعُ باعتبار معناها كما أن الإفراد في الفعلين السابقين باعتبار لفظِها ، وما فيه من معنى البُعد للإشعار بعلوّ درجتِهم وبُعد منزلتِهم ، أي فأولئك المؤمنون العاملون للصالحات { لَهُمْ } بسبب إيمانِهم وأعمالِهم الصالحة { الدرجات العلى } أي المنازلُ الرفيعةُ ، وليس فيه ما يدل على عدم اعتبارِ الإيمان المجرد عن العمل الصالحِ في استتباع الثوابِ ، لأن ما نيط بالإيمان المقرون بالأعمال الصالحة هو الفوزُ بالدرجات العلى لا بالثواب مطلقاً وهل التشاجرُ إلا فيه .