تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَجَنَّـٰتٍ أَلۡفَافًا} (16)

وقوله : { لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا } أي : لنخرجَ بهذا الماء الكثير الطيب النافع المُبَارَك { حَبًّا } يدخر للأناسي والأنعام ، { وَنَبَاتًا } أي : خضرًا يؤكل رطبا ، { وَجَنَّاتٍ } أي : بساتين وحدائقَ من ثمرات متنوعة ، وألوان مختلفة ، وطعوم وروائح متفاوتة ، وإن كان ذهلك {[29650]} في بقعة واحدة من الأرض مجتمعًا ؛ ولهذا قال : { وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا } قال ابن عباس ، وغيره : { أَلْفَافًا } مجتمعة . وهذه كقوله تعالى : { وَفِي الأرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأكُلِ } الآية [ الرعد : 4 ] .


[29650]:- (4) في م، أ: "ذلك".

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَجَنَّـٰتٍ أَلۡفَافًا} (16)

وجنات ألفافا ملتفة بعضها ببعض جمع لف كجذع قال جنة لف وعيش مغدق وندامى كلهم بيض زهر أو لفيف كشريف أو لف جمع لفاء كخضراء وخضر وأخضار أو متلفة بحذف الزوائد .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَجَنَّـٰتٍ أَلۡفَافًا} (16)

فذكر الله تعالى موضع المنفعتين و { ألفافاً } جمع لُف بضم اللام ، ولف جمع لفاء . والمعنى ملتفات الأغصان والأوراق ، وذلك موجود مع النضرة والري ، وقال جمهور اللغويين { ألفافاً } جمع لِفّ بكسر اللام ، واللف : الجنة الملتفة بالأغصان ، وقال الكسائي : { ألفافاً } ، جمع لفيف . وقد قال الشاعر : [ الطويل ]

أحابيش ألفاف تباين فرعهم . . . وجذمهم عن نسبة المتقرب{[11568]} .


[11568]:الأحابيش: أحياء من القارة تجمعوا في حرب كانت بين بني ليث وقريش قبل الإسلام، فسميت تلك الأحياء بالأحابيش من قبل تجمعها، والقارة قبيلة من كنانة، سموا قارة لاجتماعهم والتفافهم، وألفاف: جمع لفيف، واللفيف: القوم يجتمعون من قبائل شتى ليس أصلهم واحدا، وفرع الرجل: أولاده، وجذم القوم: أصلهم، والنسبة القرابة، والتقرب: التدني إلى الشيء والتوصل إلى إنسان بقربه، والشاهد في البيت أن الألفاف هي جمع لفيف، واللفيف هم القوم الذي يجتمعون بعضهم مع بعض.