«وجَنَّاتٍ » أي : بساتين «ألْفَافاً » أي : مُلتفَّا بعضها ببعض كتشعيب أعضائها .
قال الزمخشري : «ألْفافاً » : مُلتفَّة ، ولا واحد له ك «الأوزاع » والأخْيَاف .
والثاني : أنَّه جمعُ «لِفٍّ » - بكسر اللام - فيكون نحو : «سِرّ وأسرار » ؛ وأنشد أبو عليٍّ الطوسِيُّ : [ الرمل ]
5073- جَنَّةٌ لِفٌ وعَيْشٌ مُغْدِقٌ *** ونَدامَى كُلُّهمْ بِيضٌ زُهُرْ{[59123]}
وهذا قول أكثر أهل اللغة ، ذكره الكسائي .
الثالث : أنه جمع «لَفِيفٍ » . قاله الكسائي ، وأبو عبيدة ك «شريف » و«أشراف » ، و«شهيد » و«أشهاد » ؛ قال الشاعر : [ الطويل ]
5074- أحَابيشُ ألْفَافٍ تَبايَنَ فَرْعهُمْ *** وحَزْمُهُمْ عَنْ نِسْبَةِ المُتعَرفِ{[59124]}
الرابع : أنَّه جمعُ الجميع ، وذلك أنَّ الأصل : «لُفّ » في المذكر ، و «لَفَّاء » في المؤنث ك «أحْمَر وحَمْرَاء » ، ثُمَّ جمع «لُف » على «ألفَاف » إذ صار «لف » زنة «فعل » جمع جمعه قاله ابن قتيبة .
إلا أنَّ الزمخشري قال : وما أظنه واجداً له نظيراً من نحو : «خضر وأخضار ، وحمر وأحمار » .
قال شهاب الدين{[59125]} : كأنه يستبعد هذا القول من حيث إنَّ نظائرهُ لا تجمع على «أفْعَال » إذ لا يقال : «خضر ولا حمر » ، وإن كانا جمعين ل «أحمر وحمراء ، وأخضر وخضراء » ، وهذا غير لازم ؛ لأن جمع الجمع لا ينقاس ، ويكفي أن يكون له نظير في المفردات ، كما رأيت من أن «لفَّاء » صار يضارع «فَعْلاء » ، ولهذا امتنعوا من تكسير «مفَاعِل ومفَاعِيْل » لعدم نظيره في المفردات يحملان عليه .
الخامس : قال الزمخشريُّ : «ولو قيل : هو جمع : » ملتفّة «بتقدير حذف الزوائد لكان قولاً وجيهاً » .
وأيضاً : فغالب عبارات النحاة في حذف الزوائد إنما هو في التصغير ، يقولون : تصغير الترخيم بحذف الزوائد ، وفي المصادر يقولون : هذا المصدر على حذف الزوائد .
قال القرطبي{[59126]} : ويقال : شجرة لفَّاء ، وشجر لفٌّ ، وامرأة لفَّاء ، أي : غليظةُ السَّاقِ مجتمعة اللحم .
وقيل : التقدير : ونُخْرِجُ به جنَّاتٍ ألفافاً ، ثم حذف لدلالة الكلام عليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.