المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَجَنَّـٰتٍ أَلۡفَافًا} (16)

فذكر الله تعالى موضع المنفعتين و { ألفافاً } جمع لُف بضم اللام ، ولف جمع لفاء . والمعنى ملتفات الأغصان والأوراق ، وذلك موجود مع النضرة والري ، وقال جمهور اللغويين { ألفافاً } جمع لِفّ بكسر اللام ، واللف : الجنة الملتفة بالأغصان ، وقال الكسائي : { ألفافاً } ، جمع لفيف . وقد قال الشاعر : [ الطويل ]

أحابيش ألفاف تباين فرعهم . . . وجذمهم عن نسبة المتقرب{[11568]} .


[11568]:الأحابيش: أحياء من القارة تجمعوا في حرب كانت بين بني ليث وقريش قبل الإسلام، فسميت تلك الأحياء بالأحابيش من قبل تجمعها، والقارة قبيلة من كنانة، سموا قارة لاجتماعهم والتفافهم، وألفاف: جمع لفيف، واللفيف: القوم يجتمعون من قبائل شتى ليس أصلهم واحدا، وفرع الرجل: أولاده، وجذم القوم: أصلهم، والنسبة القرابة، والتقرب: التدني إلى الشيء والتوصل إلى إنسان بقربه، والشاهد في البيت أن الألفاف هي جمع لفيف، واللفيف هم القوم الذي يجتمعون بعضهم مع بعض.