تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ} (56)

فأجابوه مؤكدين لما بشروه به تحقيقًا وبشارة بعد بشارة ، { قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ } وقرأ بعضهم : " القنطين " {[16198]} - فأجابهم بأنه ليس يقنط ، ولكن يرجو من الله الولد ، وإن كان قد كبر وأسنَّت امرأته ، فإنه يعلم من قدرة الله ورحمته ما هو أبلغ من ذلك .


[16198]:في ت، أ: "المقنطين".

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ} (56)

وقوله : قال وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبّهِ إلاّ الضّالّونَ يقول تعالى ذكره : قال إبراهيم للضيف ومن ييأس من رحمة الله إلا القوم الذين قد أخطئوا سبيل الصواب وتركوا قصد السبيل في تركهم رجاء الله ، ولا يخيب من رجاه ، فضلّوا بذلك عن دين الله .

واختلفت القرّاء في قراءة قوله : وَمَنْ يَقْنَطُ فقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والكوفة : وَمَنْ يَقْنَطُ بفتح النون إلا الأعمش والكسائي فإنهما كسر النون من «يَقْنَطُ » . فأما الذين فتحوا النون منه ممن ذكرنا فإنهم قرءوا : مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا بفتح القاف والنون . وأما الأعمش فكان يقرأ ذلك : «من بعد ما قَنِطُوا » بكسر النون . وكان الكسائي يقرؤه بفتح النون . وكان أبو عمرو بن العلاء يقرأ الحرفين جميعا على النحو الذي ذكرنا من قراءة الكسائي .

وأولى القراءات في ذلك بالصواب قراءة من قرأ : مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطوا بفتح النون ، «وَمَنْ يَقْنَطُ » بكسر النون ، لإجماع الحجة من القرّاء على فتحها في قوله : مِنْ بعْدِ ما قَنَطُوا فكسرها في «وَمَنْ يَقْنَطُ » أولى إذا كان مجمعا على فتحها في «قَنَطَ » ، لأن فَعَل إذا كانت عين الفعل منها مفتوحة ولم تكن من الحروف الستة التي هي حروف الحلق ، فإنها تكون في «يَفْعِل » مكسورة أو مضمومة فأما الفتح فلا يُعرف ذلك في كلام العرب .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ} (56)

وقرأ { من بعد ما قنطوا } [ الشورى : 28 ] بكسر النون أيضاً ، فقرأ باللغتين ، وقرأ الأشهب «يقنُط » بضم النون وهي قراءة الحسن والأعمش أيضاً وهي لغة تميم .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ} (56)

القنوط : اليأس .

وقرأ الجمهور { ومن يقنط } بفتح النون . وقرأه أبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف بكسر النون وهما لغتان في فعل قَنط .

قال أبو علي الفارسي : قَنَط يقنِط بفتح النون في الماضي وكسرها في المستقبل من أعلى اللغات . قال تعالى : { وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنَطوا } [ سورة الشورى : 28 ] .

قلت : ومن فصاحة القرآن اختياره كل لغة في موضع كونها فيه أفصح ، فما جاء فيه إلا الفتح في الماضي ، وجاء المضارع بالفتح والكسر على القراءتين .