الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ} (56)

قوله تعالى : { وَمَن يَقْنَطُ } : هذا الاستفهامُ معناه النفي ؛ ولذلك وقع بعده الإِيجابُ ب " إلا " . وقرأ أبو عمروٍ والكسائي " يَقْنِط " بكسرِ عينِ هذا المضارعِ حيث وقع ، والباقون بفتحها ، وزيدُ بن علي والأشهبُ بضمِّها . وفي الماضي لغتان : قَنِط بكسر النون ، يَقْنَظ بفتحها ، وقَنَط بفتحِها يَقْنِط بكسرِها ، ولولا أنَّ القراءةَ سُنَّةٌ متبعةٌ لكان قياسُ مِنْ قرأ " يَقْنَطُ " بالفتح أن يقرأَ ماضيَه " قَنِط " بالكسر ، لكنهم أَجْمعوا على فتحِه في قولِه تعالى في قوله : { مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ } [ الشورى : 28 ] . والفتحُ في الماضي هو الأكثر ولذلك أُجْمِعَ عليه . ويُرَجِّح قراءَة " يَقْنَطُ " بالفتح قراءةُ أبي عمروٍ في بعض الروايات { فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ } كفَرِح يَفْرَحُ فهو فَرِح . والقُنُوط : شدةُ اليأسِ من الخير .