قوله : { وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ } هذا استفهام معناه النفي ، ولذلك وقع بعد الإيجاب ب " إلاَ " .
وقرأ أبو عمرو{[19574]} ، والكسائي : " يَقْنِطُ " بكسر عين هذا المضارع حيث وقع ، والباقون بفتحها وزيد بن علي والأشهب بضمها ، وفي الماضي لغتان " قنط " بكسر النون ، " يَقنَطُ " بفتحها ، وقنط " يقْنطُ " بكسرها ، ولولا أن القراءة سنة متبعة ، لكان قياس من قرأ " يقنط " بالفتح أن يقرأ ماضيه " قنِط " بالكسر ، لكنهم أجمعوا على فتحه في قوله تعالى : { مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ } [ الشورى : 28 ] والفتح في الماضي هو الأكثر ، ولذلك أجمع عليه .
قال الفارسي : فتح النون في الماضي ، وكسرها في المستقبل من أعلى اللغات ، ويرجحُ قراءة " يَقْنَطُ " بالفتح قراءة أبي عمرو في بعض الروايات " فلا تكن من القنطين " كفَرِح يفرح فهو فَرِحٌ .
والقُنُوط : شدَّة اليأسِ من الخَيرٍ ، وحكى أبو عبيدة : " قَنُطَ " يَقْنُطُ بضمِّ النون .
قال ابن الخطيب{[19575]} : " وهذا يدلُّ على أنَّ " قَنَطَ " بفتح النون أكثر ؛ لأن المضارع من " فَعَل " يجيء على " يَفْعِلُ ويَفْعُل " مثل : فَسقَ : ويَفْسُقُ ، لا يجيء مضارع فَعَلَ على يَفْعَلُ " .
جواب إبراهيم -صلوات الله وسلامه عليه- حق ؛ لأنَّ القنوط من رحمة الله تعالى لا يحصل إلاَّ عند الجهل بأمور :
أحدها : أن يجهل كونه –تعالى- قادراً عليه .
وثانيها : أن يجهل كونه –تعالى- عالماً باحتياج ذلك العبد إليه .
وثالثها : أن يجهل كونه –تعالى- ، منزّهاً عن البخل ، والحاجة .
والجهل بكلِّ هذه الأمور سبب للضَّلالِ ، القُنوط من رحمة الله كبيرة ، كالأمن من مكرهِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.