الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ} (56)

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة قال : من ذهب يقنط الناس من رحمة الله ، أو يقنط نفسه فقد أخطأ ، ثم نزع بهذه الآية { ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي { ومن يقنط من رحمة ربه } قال : من ييأس من رحمة ربه .

وأخرج ابن أبي حاتم وأحمد في الزهد ، عن موسى بن علي ، عن أبيه قال : بلغني أن نوحاً عليه السلام قال لابنه سام : يا بني ، لا تدخلن القبر وفي قلبك مثقال ذرة من الشرك بالله ؛ فإنه من يأت الله عز وجل مشركاً فلا حجة له . ويا بني ، لا تدخل القبر وفي قلبك مثقال ذرة من الكبر ؛ فإن الكبر رداء الله ، فمن ينازع الله رداءه يغضب الله عليه . ويا بني ، لا تدخلن القبر وفي قلبك مثقال ذرة من القنوط ؛ فإنه لا يقنط من رحمة الله إلا ضال .

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الفاجر الراجي لرحمة الله ، أقرب منها من العابد القنط » .