تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{خُذُوهُ فَٱعۡتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ} (47)

وقوله : { خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ } أي : [ خذوا ] {[26270]} الكافر ، وقد ورد أنه تعالى إذا قال للزبانية { خُذُوهُ } ابتدره سبعون ألفًا منهم .

{ فَاعْتِلُوهُ } أي : سوقوه سحبا ودفعا في ظهره .

قال مجاهد : { خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ } أي : خذوه فادفعوه .

وقال الفرزدق :

لَيسَ الكِرَامُ بِنَاحِلِيكَ أَبَاهُمُ*** حَتَّى تُرَدَّ إلى عَطيَّة تُعْتَلُ{[26271]} {[26272]}

{ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ } أي : وسطها .


[26270]:- (3) زيادة من ت.
[26271]:- (4) في أ: "مقتل".
[26272]:- (5) البيت في تفسير الطبري (25/80).
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{خُذُوهُ فَٱعۡتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ} (47)

القول في تأويل قوله تعالى : { خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَىَ سَوَآءِ الْجَحِيمِ * ثُمّ صُبّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ } .

يقول تعالى ذكره : خُذُوهُ يعني هذا الأثيم بربه ، الذي أخبر جلّ ثناؤه أن له شجرة الزقوم طعام فاعْتِلُوهُ يقول تعالى ذكره : فادفعوه وسوقوه ، يقال منه : عتله يعتله عتلاً : إذا ساقه بالدفع والجذب ومنه قول الفرزدق :

لَيْسَ الكِرَامُ بِناحِلِيكَ أبَاهُمُ *** حتى تُرَدّ إلى عَطِيّةَ تُعْتِلُ

أي تُساق دَفْعا وسحبا .

وقوله : إلى سَوَاءِ الجَحِيمِ : إلى وسط الجحيم . ومعنى الكلام : يقال يوم القيامة : خذوا هذا الأثيم فسوقوه دفعا في ظهره ، وسحبا إلى وسط النار . وبنحو الذي قلنا في معنى قوله : فاعْتِلُوهُ قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : خُذُوهُ فاعْتِلُوهُ إلى سَوَاءِ الجَحِيمِ قال : خذوه فادفعوه .

وفي قوله : فاعْتلُوهُ لغتان : كسر التاء ، وهي قراءة بعض قرّاء أهل المدينة وبعض أهل مكة .

والصواب من القراءة في ذلك عندنا أنهما لغتان معروفتان في العرب ، يقال منه : عتل يعتِل ويعتُل ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة إلى سَوَاءِ الجَحِيمِ : إلى وَسَط النار .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{خُذُوهُ فَٱعۡتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ} (47)

وقوله تعالى : { خذوه } الآية ، معناه : يقال يومئذ للملائكة عن هذا الأثيم { خذوه فاعتلوه } . والعتل : السَّوق بعنف وإهانة ودفع قوي متصل ، كما يساق أبداً مرتكب الجرائم ، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر : بضم التاء ، والباقون بكسرها ، وقد روي الضم عن أبي عمرو ، وكذلك روي الوجهان عن الحسن وقتادة والأعرج .

والسواء : الوسط ، وقيل المعظم وذلك متلازم في العظم أبداً من مثل هذا إنما هو في الوسط .