اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{خُذُوهُ فَٱعۡتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ} (47)

قوله : «خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ » قرأ نافعٌ وابنُ كثير وابنُ عامر بضم تاء اعتلوه{[50431]} والباقون بكسرها وهما لغتان في مضارع «عَتَلَهُ » أي ساقه بجَفَاءٍ ، وغِلْظَة ، كعَرَشَ ، يَعْرِشُ ، ويَعْرُشُ . والعُتُلُّ : الجَافِي الغَليِظُ قالت اللَّيْثُ : العَتْلُ أن تأخذ تَلْبِيب الرجل فتقتله ، أي تَجُرُّه إليك ، وتذهب به إلى حَبْسٍ أو محنةٍ . وأخذ فلان بزمام الناقة يَعْتِلُهَا ، وذلك إذا قبض على أصل الزِّمَام عند الرأس ، وقادها قوداً عنيفاً ( وقال ابن{[50432]} السِّكِّيت{[50433]} : عَتَلْتُهُ إلَى السِّجْنِ وأعْتَلْتُهُ إذا دفَعْتَهُ دَفْعاً عَنِيفاً ){[50434]} .

قوله : { إلى سَوَآءِ الجحيم } أي إلى وَسَطِ الجَحِيم ، ومعنى الآية : أنه يقال للزبانية : خذوه أي الأثيم فاعتلوه ، أي سوقوه بعنف إلى وَسَط الجحيم .


[50431]:ويقصد عين الفعل وإلا كان تحريفا وانظر السبعة 592 و593 ومعاني القرآن 3/43.
[50432]:ما بين القوسين سقط من ب.
[50433]:أبو يوسف بن السكيت يعقوب بن السكيت كان من أكابر أهل اللغة، أخذ عن أبي عمرو الشيباني والفراء وابن الأعرابي وعنه أبو سعيد السكري، وأبو عكرمة الضبي وغيرهما مات سنة 243 وقيل سنة 246 انظر نزهة الألباء 123.
[50434]:وانظر هذا كله في اللسان 2801 وعبارته: عتلته إلى السجن وعتنته أعتله وأعتله وأعتنه وأعتنه.