تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{خُذُوهُ فَٱعۡتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ} (47)

الآية 47 وقوله تعالى : { خُذوه فاعتِلوه إلى سواء الجحيم } ظاهر هذا أن يكون هذا ذلك بعد ما أُدخلوا في النار . لكن يحتمل أيضا أن يكون ذلك في أوّل ما يراد أن يُدخَلوا النار كقوله تعالى : { خذوه فغلّوه } { ثم الجحيم صلّوه } [ الحاقة : 30 و31‍ ] فعلى ذلك { خُذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم } .

ثم قوله تعالى : { فاعتلوه } قال بعضهم : أي ادفعوه إلى سواء الجحيم أي إلى وسْط الجحيم .

وقال بعضُهم : { فاعتلوه } أي قودوه إلى سواء الجحيم . يقال : جيء بفلان يُعتل إلى السلطان أي يُجرّ ، ويقاد .

وقال بعضهم : هو السّوق الذي فيه شدّة وتعنيف ، أي سوقوه سوقا شديدا عنيفا . وبعضه قريب من بعض . والجحيم ، هو مُعظم النار ، والله أعلم .