تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لَّقَدۡ أَنزَلۡنَآ ءَايَٰتٖ مُّبَيِّنَٰتٖۚ وَٱللَّهُ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (46)

يقرر تعالى أنه أنزل في هذا القرآن من الحكم{[21292]} والأمثال البينة المحكمة ، كثيرًا{[21293]} جدًا ، وأنه يرشد إلى تفهمها وتعقلها أولي الألباب والبصائر والنهى ؛ ولهذا قال : { وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }


[21292]:- في هـ : "من الحكم والحكم والأمثال". والمثبت من ف ، أ.
[21293]:- في ف : "المحكمة ما هو كثير".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لَّقَدۡ أَنزَلۡنَآ ءَايَٰتٖ مُّبَيِّنَٰتٖۚ وَٱللَّهُ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (46)

القول في تأويل قوله تعالى : { لّقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ مّبَيّنَاتٍ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ } .

يقول تعالى ذكره : لقد أنزلنا أيّها الناس علامات واضحات ، دالاّت على طريق الحقّ ، وسبيل الرشاد . وَاللّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ يقول : والله يرشد من يشاء من خلقه بتوفيقه ، فيهديه إلى دين الإسلام ، وهو الصراط المستقيم والطريق القاصد الذي لا اعوجاج فيه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{لَّقَدۡ أَنزَلۡنَآ ءَايَٰتٖ مُّبَيِّنَٰتٖۚ وَٱللَّهُ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (46)

{ لقد أنزلنا آيات مبينات } للحقائق بأنواع الدلائل . { والله يهدي من يشاء } بالتوفيق للنظر فيها والتدبر لمعانيها . { إلى صراط مستقيم } هو دين الإسلام الموصل إلى درك الحق والفوز بالجنة .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{لَّقَدۡ أَنزَلۡنَآ ءَايَٰتٖ مُّبَيِّنَٰتٖۚ وَٱللَّهُ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (46)

تذييل للدلائل والعبر السالفة وهو نتيجة الاستدلال ولذلك ختم بقوله : { والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } ، أي إن لم يهتد بتلك الآيات أهل الضلالة فذلك لأن الله لم يهدهم لأنه يهدي من يشاء . والمراد بالآيات هنا آيات القرآن كما يقتضيه فعل { أنزلنا } ولذلك لم تعطف هذه الجملة على ما قبلها بعكس قوله السابق { ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات } [ النور : 34 ] .

ولما كان المقصود من هذا إقامة الحجة دون الامتنان لم يقيد إنزال الآيات بأنه إلى المسلمين كما قيد في قوله تعالى قبله : { ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات } [ النور : 34 ] كما تقدم .

وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب { مبينات } بفتح الياء على صيغة اسم المفعول ، أي بيَّنها الله ووضحها ببلاغتها وقوة حجتها . وقرأ الباقون بكسر الياء على صيغة اسم الفاعل ، فإسناد التبيين إلى الآيات على هذه القراءة مجاز عقلي لأنها سبب البيان .

والمعنى أن دلائل الحق ظاهرة ولكن الله يقدِّر الهداية إلى الحق لمن يشاء هدايته .