تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَۖ وَقَدۡ أَحَطۡنَا بِمَا لَدَيۡهِ خُبۡرٗا} (91)

وقوله : { كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا } قال مجاهد ، والسدي : علمًا ، أي : نحن مطلعون على جميع أحواله وأحوال جيشه ، لا يخفى علينا منها شيء ، وإن تفرقت أممهم وتقطعت بهم الأرض ، فإنه تعالى : { لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ } [ آل عمران : 5 ]

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَۖ وَقَدۡ أَحَطۡنَا بِمَا لَدَيۡهِ خُبۡرٗا} (91)

وأما قوله : كَذَلِكَ فإن معناه : ثم أتبع سببا كذلك ، حتى إذا بلغ مطلع الشمس وكذلك : من صلة أتبع . وإنما معنى الكلام : ثم أتبع سببا ، حتى بلغ مطلع الشمس ، كما أتبع سببا حتى بلغ مغربها .

وقوله : وَقَدْ أحَطْنا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرا يقول : وقد أحطنا بما عند مطلع الشمس عالما ، لا يخفى علينا مما هنالك من الخلق وأحوالهم وأسبابهم ، ولا من غيرهم ، شيء . وبالذي قلنا في معنى الخبر ، قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : خُبْرا قال : علما .

حدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله كَذَلكَ وَقَدْ أحَطْنا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرا قال : علما .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَۖ وَقَدۡ أَحَطۡنَا بِمَا لَدَيۡهِ خُبۡرٗا} (91)

{ كذلك } أي أمر ذي القرنين كما وصفناه في رفعة المكان وبسطة الملك ، أو أمره فيهم كأمره في أهل المغرب من التخيير والاختيار . ويجوز أن يكون صفة مصدر محذوف لوجد أو { نجعل } أو صفة قوم أي على قوم مثل ذلك القبيل الذي تغرب عليهم الشمس في الكفر والحكم . { وقد أحطنا بما لديه } من الجنود الآلات والعدد والأسباب . { خُبراً } علما تعلق بظواهره وخفاياه ، والمراد أن كثرة ذلك بلغت مبلغا لا يحيط به إلا علم اللطيف الخبير .