إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{كَذَٰلِكَۖ وَقَدۡ أَحَطۡنَا بِمَا لَدَيۡهِ خُبۡرٗا} (91)

{ كذلك } أي أمرُ ذي القرنين كما وصفناه لك في رفعة المحلِّ وبسطةِ المُلك ، أو أمرُه فيهم كأمره في أهل المغرِب من التخيير والاختيارِ ، ويجوز أن يكون صفةَ مصدرٍ محذوف لوجد أو نجعل أو صفةَ قومٍ ، أي على قوم مثلَ ذلك القَبيل الذي تغرُب عليهم الشمس في الكفر والحُكم ، أو ستراً مثلَ سترِكم من اللباس والأكنان والجبال وغيرِ ذلك { وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ } من الأسباب والعَدد والعُدد { خُبْراً } يعني أن ذلك من الكثرة بحيث لا يحيط به إلا علمُ اللطيفِ الخبير . هذا على الوجه الأولِ وأما على الوجوه الباقيةِ فالمرادُ بما لديه ما يتناول ما جرى عليه وما صدر عنه وما لاقاه فتأمل .