فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{كَذَٰلِكَۖ وَقَدۡ أَحَطۡنَا بِمَا لَدَيۡهِ خُبۡرٗا} (91)

{ كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خبراً } أي : كذلك أمر ذي القرنين أتبع هذه الأسباب حتى بلغ ، وقد علمنا حين ملكناه ما عنده من الصلاحية لذلك الملك والاستقلال به ؛ وقيل : المعنى لم نجعل لهم ستراً مثل ذلك الستر الذي جعلنا لكم من الأبنية والثياب ، وقيل : المعنى كذلك بلغ مطلع الشمس مثل ما بلغ من مغربها ، وقيل : المعنى كذلك تطلع على قوم مثل ذلك القبيل الذي تغرب عليهم ، فقضي في هؤلاء كما قضي في أولئك من تعذيب الظالمين والإحسان إلى المؤمنين ، ويكون تأويل الإحاطة بما لديه في هذه الوجوه على ما يناسب ذلك كما قلنا في الوجه الأوّل .

/خ91