تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ صَبَّحَهُم بُكۡرَةً عَذَابٞ مُّسۡتَقِرّٞ} (38)

قال الله تعالى : { وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ } أي : لا محيد لهم عنه ، ولا انفكاك لهم منه ، { فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ . وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ صَبَّحَهُم بُكۡرَةً عَذَابٞ مُّسۡتَقِرّٞ} (38)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَلَقَدْ صَبّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مّسْتَقِرّ * فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ يَسّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذّكْرِ فَهَلْ مِن مُدّكِرٍ } .

يقول تعالى ذكره : ولقد صُبّحَ قَوْمُ لوط بُكْرةً ذكر أن ذلك كان عند طلوع الفجر .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان بُكْرَةً قال : عند طلوع الفجر .

وقوله : عَذَاب وذلك قلب الأرض بهم ، وتصيير أعلاها أسفلها بهم ، ثم إتباعهم بحجارة من سجيل منضود . كما :

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان وَلَقَدْ صَبّحَهمْ بكْرَةً عَذَابٌ قال : حجارة رموا بها .

وقوله : مُسْتَقِرّ يقول : استقرّ ذلك العذاب فيهم إلى يوم القيامة حتى يوافوا عذاب الله الأكبر في جهنم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وَلَقَدْ صَبّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرّ يقول : صبحهم عذاب مستقرّ ، استقرّ بهم إلى نار جهنم .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وَلَقَدْ صَبّحَهُمْ بُكْرَةً . . . الاَية ، قال : ثم صبحهم بعد هذا ، يعني بعد أن طمس الله أعينهم ، فهم من ذلك العذاب إلى يوم القيامة ، قال : وكلّ قومه كانوا كذلك ، ألا تسمع قوله حين يقول : أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشيدٌ .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان مُسْتَقِرّ استقرّ .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ صَبَّحَهُم بُكۡرَةً عَذَابٞ مُّسۡتَقِرّٞ} (38)

{ ولقد صبحهم بكرة } وقرئ " بكرة " غير مصروفة على أن المراد بها أول نهار معين . { عذاب مستقر } يستقر بهم حتى يسلمهم إلى النار .