الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَقَدۡ صَبَّحَهُم بُكۡرَةً عَذَابٞ مُّسۡتَقِرّٞ} (38)

{ وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً } أي : أتاهم صباحا { عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ } أي : نازل بهم . قال مقاتل : استقر بهم العذاب بكرة . قال الفراء : والعرب تُجري { غدوة } و{ بكرة } ولا تجريهما ، وأكثر الكلام في { غدوة } ترك الإجراء ، وأكثر في { بكرة } أن تجرى ، فمن لم يجرها جعلها معرفة ، لأنها اسم يكون أبدا في وقت واحد بمنزلة " أمس " و " غد " ، وأكثر ما تجري العرب " غدوة " إذا قرنت بعشية ، يقولون : إني لآتيهم غدوة وعشية ، وبعضهم يقول : " غدوة " ، فلا يجريها ، و " عشية " فيجريها ، ومنهم من لا يجري { عشية } لكثرة ما صحبت " غدوة " . وقال الزجاج : الغدوة والبُكرة إذا كانتا نكرتين نونتا وصرفتا ، فإذا أردت بهما بكرة يومك وغداة يومك ، لم تصرفهما ، والبكرة ها هنا نكرة ، فالصرف أجود ، لأنه لم يثبُت رواية في أنه كان في يوم كذا في شهر كذا .