غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَقَدۡ صَبَّحَهُم بُكۡرَةً عَذَابٞ مُّسۡتَقِرّٞ} (38)

1

ثم حكى العذاب الذي عم الكل بقوله { ولقد صبحهم } ولقائل أن يسأل : مع الفائدة في قوله { بكرة } مع قوله { صبحهم } والجواب أن { صبحهم } يشمل من أول الصبح إلى آخر الإسفار وأنه تعالى وعدهم أول الصبح كما قال { إن موعدهم الصبح } [ هود :81 ] فأراد بقوله { بكرة } تحقيق ذلك الوعد . ويمكن أن يقال : قد يذكر الوقت المبهم لبيان أن تعيين الوقت غير مقصود كما تقول : خرجنا في بعض الأوقات ولا فائدة فيه إلا قطع المسافة . فإنه ربما يقول السامع متى خرجتم فيحتاج إلى أن تقول في وقت كذا أو في وقت من الأوقات . فإذا قال من أول الأمر في وقت من الأوقات أشار إلى أن غرضه بيان الخروج لا تعيين وقته وبمثله أجيب عن قوله

سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً } [ الإسراء :1 ] ويحتمل أن يقال : { صبحهم } معناه قال لهم بكرة عموا صباحاً وهو بطريق التهكم كقوله { فبشرهم بعذاب } [ آل عمران :21 ] ويجوز أن يكون التصبيح بمعنى الإغاثة من قولهم " يا صباحاه " والعذاب المستقر الثابت الذي لا مدفع له أو الذي استقر عليهم ودام إلى الاستئصال الكلي أو إلى القيامة وما بعدها .

/خ55