تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ثُمَّ لَنَحۡنُ أَعۡلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمۡ أَوۡلَىٰ بِهَا صِلِيّٗا} (70)

وقوله : { ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا } ثم " هاهنا لعطف الخبر على الخبر ، والمراد أنه تعالى أعلم بمن يستحق من العباد أن يصلى بنار جهنم ويخلَّد فيها ، وبمن{[19021]} يستحق تضعيف

العذاب ، كما قال في الآية المتقدمة : { قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ } .


[19021]:في ت، ف، أ: "ومن".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ثُمَّ لَنَحۡنُ أَعۡلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمۡ أَوۡلَىٰ بِهَا صِلِيّٗا} (70)

القول في تأويل قوله تعالى : { ثُمّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالّذِينَ هُمْ أَوْلَىَ بِهَا صِلِيّاً } .

يقول تعالى ذكره : ثم لنحن أعلم من هؤلاء الذين ننزعهم من كلّ شيعة أولاهم بشدّة العذاب ، وأحقهم بعظيم العقوبة . وذكر عن ابن جريج أنه كان يقول في ذلك ما :

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ثُمّ لَنَحْنُ أعْلَمُ بالّذِينَ هُمْ أوْلَى بِها صِليّا قال : أولى بالخلود في جهنم .

قال أبو جعفر : وهذا الذي قاله ابن جريج ، قول لا معنى له ، لأن الله تعالى ذكره أخبر أن الذين ينزعهم من كلّ شيعة من الكفرة أشدّهم كفرا ، ولا شكّ أنه لا كافر بالله إلا مخلّد في النار ، فلا وجه ، وجميعهم مخلدون في جهنم ، لأن يقال : ثم لنحن أعلم بالذين هم أحقّ بالخلود من هؤلاء المخلدين ، ولكن المعنى في ذلك ما ذكرنا . وقد يحتمل أن يكون معناه : ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى ببعض طبقات جهنم صليا . والصليّ : مصدر صليت تصلي صليا ، والصلي : فعول ، ولكن واوها انقلبت ياء فأدغمت في الياء التي بعدها التي هي لام الفعل ، فصارت ياء مشدّدة .