الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{ثُمَّ لَنَحۡنُ أَعۡلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمۡ أَوۡلَىٰ بِهَا صِلِيّٗا} (70)

قوله تعالى{[10914]} : " ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا{[10915]} " أي أحق بدخول النار يقال : صَلَى يَصْلَى صُلِيا ، نحو : مضى الشيء يمضي مضيا إذا ذهب وهوى يهوي هويا وقال الجوهري : ويقال صليت الرجل نارا إذا أدخلته النار ، وجعلته يصلاها ، فإن ألقيته فيها إلقاء ، كأنك تريد الإحراق . قلت : أصليته بالألف ، وصلَّيْتُه تصلية . وقرئ " ويصلى سعيرا " {[10916]} ومن خفف فهو من قولهم : صلي فلان بالنار ( بالكسر ) يصلى صليا احترق . قال الله تعالى " هم أولى بها صليا " قال العجاج :{[10917]}

والله لولا النارُ أن نصلاها

ويقال أيضا صلي بالأمر إذا قاسى حره وشدته قال الطُّهَوِي :

ولا تَبْلَى بَسَالَتُهُم وإن هُمْ*** صَلُوا بالحرب حينًا بعد حينِ

واصطليت بالنار وتصليت بها ، قال أبو زبيد :

وقد تَصَلَّيْتُ حَرَّ حربِهم*** كما تَصَلَّى المَقْرُورُ من قَرَسِ

وفلان لا يصطلى بناره إذا كان شجاعا لا يطاق .


[10914]:من ب و جـ وز وك.
[10915]:"صليا" بضم الصاد قراءة "نافع" وعليها التفسير.
[10916]:راجع جـ 19 ص 270.
[10917]:ونسبه في اللسان مادة "قيه" إلى الزفيان: وأورده في أبيات هي: ما بال عين شوقها استبكاها *** في رسم دار لبست بلاها تالله لولا النار أن نصلاهــــا *** أو يدعو الناس علينا اللــه لما سمعنا لأمير قاها * القاه: الطاعة.